نعم عزيزي القارئ، لا تيأس من وطنك، لأن ارتباطك بالأرض وليس بالحكومات، فإذا أخفقت هذه الحكومة في إنصافك ستأتي حكومة وحكومات أخرى تراعي شعورك وشعور أبنائك وتنصفكم خير إنصاف، كما سالف الحكومات الأخرى، واعلم أن الحياة ليست ربيعا دائما، ولا صيفا مستمرا، والأيام متغيرة ومتقلبة، فهي دول كما قال عز وجل في محكم تنزيله: (وتلك الأيام نداولها بين الناس)، فلا تيأس من وطنك.
نعم عزيزي القارئ، لا تيأس من وطنك حتى لو لم ينصفك، حتى لو قتل روح البلد النابض «مجلس الأمة»، أتفق معك بأن بعض النواب الأفاضل لا يعي المسار الحقيقي، لكن بقاء المجلس رغم تلك الإخفاقات أفضل بكثير، فلنحافظ عزيزي القارئ على مجلس الأمة ونحسن الاختيار في المرات التالية، فهذا هو الطريق الصحيح لتصحيح المسار الأعوج الذي يتبناه كل من السلطتين، فدعوكم من الأحزاب والمتحزبين، والكتل والمتكتلين، والتجمعات والمجتمعين، وضعوا نصب أعينكم الكويت ومستقبل أجيالها (ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون) صدق الله العظيم.
لا تيأس من وطنك عزيزي القارئ، فإن الأوطان لا تقذف أبناءها، بل تحتضنهم وترعاهم، أما السلطات فإنها زائلة اليوم أو غدا ويبقى الوطن حاضنا لأبنائه، فلا تيأس من وطنك، اعمل واجتهد واترك الأمر لصاحب الأمر، لا تتعب نفسك إذا دمروا أحلامك، لا تتعب نفسك إذا كثر اللصوص، لا تتعب نفسك إذا لم يتطور التعليم، لا تتعب نفسك إذا تردى الجانب الصحي، لا تتعب نفسك إذا اختل الوضع الأمني، لا تتعب نفسك إذا لم يشملوك بالخطة الاقتصادية، لا تتعب نفسك.. ولا تتعب نفسك.. بل قل: «اللهم اقض أمراً كان مفعولاً».
لا تيأس من وطنك، فإن محبة الشعوب لأرضها لا تضاهيها محبة، فنحن نرتبط بالكويت وأرض الكويت، وهذا الارتباط من أساسيات الحياة لدينا، لذلك نحس بالشوق والحنين لها عندما نغادرها لسفر أو رحلة علاج أو غير ذلك، فمن هذا الباب يجب علينا جميعا العمل على بسط الأمن فيها، لأنه يعد من أساسيات الحياة وعندما يفتقد الأمن على الأرض لا يصبح لها طعم حتى لو كانت خيرات الدنيا فيها، أنا هنا أتحدث بموجب شعار «كل مواطن خفير»، لأن هذا المواطن معني بحياته وحيات أبنائه وأحفاده، إن ما أثير في الآونة الأخيرة تحت مسمى «حقوق البدون» وما شابها من شوائب هو عبث في حقوق فئة عزيزة على قلوبنا من جوانب عدة، سواء كانت أخوية أو إنسانية أو دينية، وهي الأساس لأن «حق المسلم على المسلم» يجب أن يسود هذا الحق كما أوصانا المصطفى الحبيب صلى الله عليه وسلم، فإخواننا الذين عايشونا وعايشناهم من البدون مسالمون، ويجب علينا جميعا مراعاة إخواننا المسلمين، فحق علينا حفظ كرامتهم وإنسانيتهم وحرمتهم.
***
«تحيا مصر» شعار له ألف معنى ومعنى، نعم «تحيا مصر» برجالها، أنا في مصر منذ شهر، وقبل ذلك تواجدت في أم الدنيا شهرين، أرى إنجازا جديدا كل صباح، نعم دون مبالغة في كل صباح إنجاز، عاش الريس ورجاله، لتأتوا وتتفرجوا على ما يحدث في مصر، مصر 2030 نهضة عمرانية وطفرة اقتصادية، إن غداً لناظره لقريب، عاش السيسي وأعوانه.