في كل يوم نطالع الأخبار ونجد العديد من المشكلات والقضايا المتعلقة من بداية سوء التخطيط والتخبط والعشوائية في القرارات وصولا إلى الفساد الإداري والرشوة وغيرها من المعاملات غير الشرعية، التي قد لا يتسع المجال لذكرها في هذا المقال، كما أن حصرها ليس هو شغلي الشاغل في هذا المقال، وإنما ما يهمني
هاهنا اليوم، هو الإجابة عن هذا السؤال: من يدفع ثمن كل هذه الأخطاء.. الوطن أم المواطن؟!
قد تكون الإجابة سريعة من البعض بأن الوطن هو الذي يدفع الثمن حيث لا يوجد ضرر مباشر على المواطن، ولكن بالنظر إلى الأمر بصورة كلية سنكتشف العديد من الحقائق المخيفة والمؤلمة في الوقت ذاته. بداية نجد أن التعاملات اليومية في مختلف المصالح تتأثر بشكل متزايد بالبيروقراطية المقيتة التي تتفشى في مختلف أجهزة الدولة، وأدى إلى العديد من التغييرات والقرارات العشوائية وغير المدروسة، وهو ما ينعكس ويؤثر بشكل يومي على المواطن في تعاملاته اليومية، واليوم في كل ديوانية نجد أن الحديث لا يخلو من تناول هذه الظاهرة العجيبة حول بطء التعاملات الحكومية، وفي الوقت ذاته قد تسير المعاملة بسرعة البرق في حال وجود وساطة من أحد الأشخاص أو المسؤولين في المصلحة أو الهيئة الحكومية مما يعمل على إنجاز الأمر.
كما يمكنا أن نلاحظ أن مستوى المعيشة في الكويت لا يتأثر فقط بالعوامل الاقتصادية العالمية والإقليمية الخطيرة، بل وأيضا يتأثر بعوامل الرتابة وبطء التحرك التي تثقل كاهل الاقتصاد الكويتي، فلأول مرة منذ عقود بدأت الكويت تتكلم عن عجز في الميزانية والتعرض للاحتياطي من مستقبل الوطن والأجيال القادمة، وهو ما يؤدي بدوره إلى نتيجة مشابهة من عملية تحمل الأعباء وتقاسمها بين الوطن والمواطن.
والخلاصة كما أرى قولا واحدا أن الجميع يدفع الثمن، ولا فرق في الضرر إن كان الوطن هو الذي يتحمل العاقبة أو المواطن هو الذي يفعل ذلك، فالمشكلة في النهاية أنه لا فرق بين السفينة وراكبيها حين تتعرض للعواصف ومخاطر الغرق، في هذا التوقيت الكل يدفع الثمن، والنجاة تصبح أمرا عسيرا.
لذا أقول لكل أصحاب النظرة الضيقة والمصالح الشخصية الأنانية والمهلكة، رويدا فما تجمعونه من مال بطرقكم غير المشروعة، لا يهدم فقط أركان وطن، وليس الوطن وحده يدفع الثمن، بل أنتم ستدفعون أيضا الثمن عاجلا أو آجلا.
لذا فلا بد أن نستفيق لأن الجميع يدفع الثمن الوطن والمواطن، وحين تسوء الأمور فالخراب والجدب لا يفرق بين الأخضر واليابس، وبين الصالح والطالح.
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.