مع التحولات العالمية والإقليمية تواجه الكويت العديد من التحديات وفي المقابل فإنها لديها العديد من الرهانات التي تراهن عليها للعبور إلى ركب الحضارة بسفينة البوم الكويتية بأرواح تحفظ تاريخها وتراثها، وعقول تستطيع الإفادة من معطيات العصر وتحقيق طفرات التقدم للدولة الكويتية والأجيال القادمة، فما هذه التحديات والرهانات الكويتية التي من خلالها ترتسم صورة المستقبل الكويتي.
التحدي الأول، التغيرات الإقليمية: أبانت القشرة السياسية في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام والدول العربية بشكل خاصة، عن الضعف في تلك القشرة، مما هدد العديد من الأنظمة السياسية بالهزات المتتالية، والتي أدت إلى سقوط بعضها وتصدع بعضها، وقلق بعضها الآخر من التصدع والانهيار، والأخطر هو ضعف بعض الأنظمة البديلة التي قامت بزوال الأنظمة السابقة، وكأن الأرض لم تلد بعد هذه الهزات العنيفة، ويتساءل الكثير من الناس هل السبب هو ضعف القشرة السياسية في هذه الدول مما حدا بها الى عدم تخريج القيادات القادرة على قيادة المسيرة وتصحيح المسار، أم هو قوة الأنظمة المترنحة، والتي تمثل وحوش الهدرا الإغريقي متعدد الرؤوس والأرواح، والذي ما يلبث أن تقطع له رأسا حتى يخرج له آخر، أم أن المنطقة برمتها تسري وفق مخططات إمبريالية جديدة تحاول تقسيم المنطقة بشكل جديد وبخطة جديدة وصفقات سرية جديدة، قد تشترك فيها بعض الأيادي من هذه الأنظمة التي تحاول الحفاظ على نفس الضياع. كل هذه التغيرات الإقليمية تفرض على الكويت تحدي الوجود والهوية والحفاظ على الوطن وتغليب الصالح العام فعلا لا قولا، والتمسك بالثوابث والقيم الكويتية التي جعلتنا نقف من قبل أمام رياح الغزو الغاشم وغيره من الأحداث.
التحدي الثاني، الفساد الإداري: بات من الواضح جدا أن الفساد الإداري كالسوس الذي ينخر في كيان الدولة الكويتية، ويهز أركانها بشكل عنيف، وأصبح لا يخفى على أحد، والدليل هو المصارحة والشفافية التي تحسب لسمو رئيس مجلس الوزراء في حديثه عن الفساد في الدولة الكويتية، وانتشاره في العديد من المؤسسات على الرغم من إصدار العديد من التشريعات والقوانين من أجل الحد من الفساد والقضاء عليه، وهي نقطة جيدة لأن المصارحة والاعتراف بالمشكلة - كما قلت من ذي قبل - هي أولى الخطوات على طريق المواجهة والحل، وأن طلب المعاونة من جميع العاملين بالمؤسسات الحكومية لمواجهة الفساد هي الخطوة الواقعية والجادة على طريق المواجهة، حيث إننا لسنا في زمن المعجزات، إننا في زمن فرق العمل والتكاتف والتعاون من أجل التصدي للأزمات الحقيقية التي تواجه المجتمع الكويتي، حيث ان الفساد الإداري يعد من أخطر الآفات التي تمثل تهديدا على كيان الدول، ومنها أنظمة دولتنا الحبيبة الكويت، وهو خطر أراه لا يقل عن الخطر والتهديد الخارجي الذي يمثله الإرهاب بشقيه الفكري والدولي في الفترة الحالية. انتهت أسطر التحديات، أما الرهانات الكويتية فهي كثيرة، وهو ما يفتح المجال للتكملة في المقال القادم لرسم المزيد من معالم الواقع الكويتي على خارطة التحديات والرهانات الدولية والإقليمية والمحلية، دمتم في حفظ الله ورعايته.
أرجوحة هاجرية: في مجالس الرجال هناك بعض المفاهيم، على سبيل المثال يقال لك لا تتحدث عن الرجل فأفعاله وإنجازاته تتحدث عنه، وأنا هنا سأترك أفعال وإنجازات أخي وصديقي وزميلي رئيس قسم الآثار والتاريخ بجامعة الكويت د.عبدالله الهاجري تتحدث لكم، فقد حاز جائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية للعام 2018 وسوف يكرمه والد الجميع داعم الشباب والمعلمين قائد الإنسانية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد يوم غد، وفي الأسبوع الماضي كرم الهاجري من قبل اتحاد المؤرخين العرب في القاهرة لنيله جائزة شوامخ المؤرخين العرب لعام 2018، وهناك العديد من الجوائز والشهادات التقديرية، منها جائزة الدولة التشجيعية لعام 2015م، مبارك أيها الشامخ:
شامخ يا عبدالله بن محمد شامخ
شامخ وكل الميادين تشهدلك
بالعلم والمرجلة والطيب طانخ
شهدلك مؤرخين العرب وأنا أشهدلك