لم يكن تحقيق حلم انتقال وزارة التربية للمبنى الجديد في عهد الوزير د.حامد العازمي مصادفة، إنما هو إنجاز يسجل له، فالرجل مازال يعمل لتحقيق أحلام العاملين في وزارتيه، وها هو يقود نخبة من العاملين في الجامعة لتحقيق حلم طال انتظاره على مدى أربعة عقود، يقود تلك النخبة من أبناء الكويت المخلصين الذين استحقوا منا الشكر والثناء والتقدير.
نعم عزيزي القارئ إنه حلم أربعة عقود من الزمن، وقد تحقق بجهود الوزير العازمي واستعدادات مدير الجامعة د.حسين الأنصاري وعطاءات عميد كلية الآداب د.سعاد عبدالوهاب، التي عودتنا أن تكون عند حسن الظن كونها «الدينامو» المتحرك الذي لا يكل العمل ولا يمل، فالإجازة لم تمنعها من التواجد في الميدان لمتابعة شؤون الكلية في كل شاردة وواردة، ولتقف على استكمال جميع الاستعدادات المطلوبة لتجهيز كلية الآداب كأول كلية منجزة على أرض جامعتنا الجديدة المتجددة بسواعد مسؤوليها.
أتفهم النقد من قبل الغيورين على مصلحة الكويت، لكني أدرك أيضا أن الخلل الذي تسبب بتأخير الإنجاز أمر طبيعي، فالمنزل العائلي الجديد عادة ما تعتريه العيوب، فما بالك بمدينة جامعية متكاملة، أن العيوب يسهل التعامل معها حين ظهورها، لكن التأخير سيزيد من تلك العيوب فنيا، ويضاعف تكلفة تلافي الأخطاء وإصلاحها، من هنا تأتي أهمية العمل والإنجاز، ومن هنا استوجب علينا تقدير هذه الجهود والإشادة بها.
نبارك لزملائنا وطلبتنا هذا الصرح الجامعي الجميل الذين جمعنا بعد شتات من الزمن لنكون تحت سقف واحد نتبادل فيه العلم ونقيم الندوات والمحاضرات العلمية، ونشجع طلبتنا على العمل والنهوض في بلدنا الحبيبة الكويت.
أتمنى من كل الزملاء المحترمين ومن طلبتنا الميامين أن نعمل معا لتوفير بيئة من المحبة المتبادلة والعمل المتكامل الذي يعبر عن طباع أهل الكويت لنجد في هذا الصرح البيئة الخصبة للتميز والإنجاز العلمي.
إنها الكويت الحبيبة، لنعمل معا لرفع رايتها وعلو شأنها، ولنتفوق على أنفسنا ونجعل من اختلافاتنا سبيلا للمزيد من الآراء التي تفتح أمامنا أفقا واسعا للعمل على خدمة الكويت وتميزها، واضعيها فوق كل اعتبار.
أرجوحة نصيحة: أقدم هذه النصيحة لي ولكم أيها الأحبة، اسأل نفسك دائما عمن يصنع يومك؟ انه ظنك وفعل «يمناك»! فاحرص على أن يكون ظنك سليما وفعل «يمناك» سليما لكي يكون قلبك سليما (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم)، فاصنع السعادة بيدك وابتسم لزملائك دائما، إنها الزمالة يا سادة، إنها السعادة والمرح، فقد جمعنا رب العباد دون اختيار فلنحسن التعامل والتقدير والاحترام ونفشي السلام بيننا، مبروكين.