صعدت إلى السطح مرة أخرى قضية ديون المواطنين، فقد طالعتنا الصحف يوم أمس بخبر يثلج الصدر، خبر يحفظ ماء وجه نواب الأمة الأفاضل إن طبق، وهو شراء مديونية المواطنين، وهذا الأمر ذكرناه مرات عدة منذ شهر سبتمبر 2006 حتى قبل أسبوعين تقريبا على صفحات جريدة «الأنباء» الغراء.
لم أطلع على ما أقر من قانون لكن أعيد وأكرر بأن الحل الوحيد لهذه القضية هو تطبيق ما جاء في سورة البقرة، يقول تعالى في كتابه العزيز (الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس)، ويقول عز من قال (يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين)، وقال أيضا (وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلِمون ولا تظلَمون)، وقد وضح الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم أن باب التوبة مفتوح حين قال: «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)، فهيا نتب أيها الدائنون والمدينون.
تخيل أيها القارئ لو كان لك صديق دايخ بالمرة، وله قرارات غير واقعية، ومتخبط بآرائه، ولا يعطيك أي اهتمام، ماذا تفعل؟ بالطبع ستقطع صلتك به، أما إذا كنت مرغما على رفقته فسوف تحاول أن ترشده وتصحح من مساره الأعوج.
ونحن هنا لا نفتي ولا نفتري على حكومتنا الرشيدة التي نكن لها كل تقدير واحترام، والتي نحن مرغمون على مرافقتها حتى نكمل طبيعتنا الكويتية، ومن هذا المنطلق تجرأنا على أن نقول لحكومتنا لقد دوختنا كثرة قراراتك، ولاسيما ما يتعلق بديون المواطنين التي مرت علينا كصواعق وأثرت فينا جميعا رجالا ونساء وشبابا وشيبا، فأيقنا بأننا دائخون ونركض وراء سراب تاركين وراءنا أمورا مهمة قد تتفاقم وتكبر حتى يصعب علينا وعليكم حلها ونصبح في خبر كان، فاصحي يا حكومتنا الرشيدة لأننا بحاجة إليك أكثر من أي وقت مضى.. نعم يا حكومة لقد دوختنا قراراتك التي لا تعد ولا تحصى! ونسألكم بالله شيبا وشبابا لماذا دوختنا يا حكومة؟!
يا حكومتنا الرشيدة انني في هذه الكلمات لا أفرض عليك فرضا، بل إنني أشاركك طرح الحلول وهذا ما ينص عليه دستورنا وقوانيننا وأعرافنا منذ كينونة دولتنا الحبيبة الكويت، وبهذه الطريقة تريحوننا من الفوائد التي أثقلت كاهلنا، وتسترجعون أموال أجيالنا القادمة كما تدعون، وباقي المواطنين أرباب الأسر الذين لا ديون عليهم من الممكن أن تقرضوهم مبلغ عشرة آلاف دينار قرضا حسنا.