الأسبوع الماضي نشرت تغريدة، أوضحت فيها لمن نصبوا أنفسهم بالجلادين وما همهم من الحلال والحرام، أنني سأتصدى لهم، وقد حزمت أمري وجهزت نفسي للتصدي لهم ومواجهتهم فلم يعد هناك شيء أخاف منه أو عليه، ومن ثم شحذت قلمي لذكر كل الحقائق والأمور المتعلقة بقضيتي، أو بالأحرى قضايا المواطن الكويتي، وعنونت مقالتي بكلمتهم لي «تبي أو تبي!»، ولكني توقفت كثيرا عند الموقف الإقليمي الحالي ووجدت أن الخطر الخارجي محدق، وأن عدم الاستقرار في منطقة نذير شؤم وخراب، أعاذنا الله وإياكم من كل سوء، وهنا لا بد أن يتبدل الموقف ويتحول، فحين تكون الأزمات والشدائد لا بد أن نكون جميعا صفا واحدا من أجل الكويت ومستقبلها ومستقبل الأجيال القادمة.
فمنذ أسابيع قليلة كتبت مقالا بعنوان «خايف» وجاءتني الكثير من الردود والتعليقات «لماذا خايف ومن من خايف»، وكان ردي عليهم بأن الأوضاع الإقليمية المحيطة تستدعي التركيز والانتباه، وأن نسد الثغرات الداخلية ونأمن الجبهة الداخلية لأن الوضع في المنطقة خطير جدا، فأي اختراق أو ضعف داخلي سيؤثر بدوره على استقرار الكويت وأمنها، وكنت قد تعرضت في مقالي للخوف من قضايا الفساد المتزاحمة والمتراكمة التي هجمت على الشارع الكويتي وأحدثت بلبلة قوية فيه، وهأنا أعود لأجدد خوفي من الأمور الداخلية والخارجية على حد سواء، ولكني في الوقت ذاته، جئت أوضح أن الحل في التكاتف وفي لحمة الصف، وفي الوقوف صفا واحدا خلف قيادتنا الحكمية التي دأبت على الحياد ووزن الأمور بميزانها الصحيح، وقيادة مسيرة السلام والإنسانية في العالم أجمع، نعم انه الوقت للقضاء على كل الخلافات، نعم انه الوقت للتكاتف والتعاضد، نعم انه الوقت للعمل معا من أجل الحفاظ على الكويت، وهذا لا يعني عدم محاسبة الفاسدين والمفسدين، ولا يعني التغافل عن المنتفعين والمتسلقين، ولا يعني نسيان القضايا والبت في الأمور الحيوية، بل على العكس من ذلك، فإن الأزمات أشد ما تحتاج إليه هي القرارات الحاسمة التي تضع الأمور في نصابها، وتعيد الاستقرار إلى البيئة الداخلية الكويتية، حتى تكون الصورة واضحة للعالم أجمع في قوة وتماسك الصف الكويتي خلف قيادته السياسية، ولذلك فإن سبيلنا الآن هو معالجة الداخل بعلاج فاعل وحاسم، من أجل توحيد الصفوف والمضي قدما من أجل الحفاظ على ثبات وقوة ورفعة الكويتية في مواجهة الأعاصير الشرقية والغربية المحدقة بالخليج العربي، عسى الله أن ينجينا وإياكم منها على خير.
أرجوحة أخيرة: «تبي أو تبي» كتبت ووضعت في الدرج، تنتظر وقتها ودورها للنشر، وفيها ما فيها من التفاصيل الدقيقة التي ستوضح اللبس لدى الكثيرين، وتضع كل شخص في مكانه الحقيقي الذي يستحقه، أما الآن ما نبي إلا الكويت واستقرارها وعزها ومجدها، لكنني في الوقت نفسه لن أنسى كلمتكم «تبي أو تبي».