عجبي ممن يجاهر بأفعاله الشائنة ويتفاخر بها أيضا، علما بأن الشفيع صلى الله عليه وسلم قال «إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا»، يا سيدي استر على نفسك، إن كنت لا تريد أحدا أن ينصحك، أو يذكرك بحساب الله وعقابه.
أيها المؤمن إن أفضل الأصدقاء من صدقك، وليس من صادقك، فقد أكون أنا أو من يحاول أن يعدل من اعوجاجك أفضل وأنفع لك من أقرب المقربين لديك، فلا تنهرنا بل استمع إلينا وخاطبنا بلطف، فنحن نذكرك ونحاول أن ننفعك بنصيحتنا ليس حبا لك بل مخافة من الله سبحانه وتعالى، لأننا محاسبون بما تعمل أنت أيضا، وليس بما نعمله نحن فقط. مثلا عزيزي القارئ لو كان لديك صديق يفعل ما حرمه الله ولا يصوم ولا يصلي، وراش ومرتش، ومزور وسارق، ويأخذ عمولة حتى لو 10%، فالواجب عليك أن تنصحه وتذكره بعقاب الله وحسابه، وتحاول معه مرة إثر مرة، لعل الله يكتب له الهداية، فيكون لك ممتنا في الدنيا، وتكسب أجره الذي ينفعك في الآخرة.
عجبي من أصحاب اللوحات «الشوارعية»، عفوا على هذه الكلمة، لأنني لم أجد في قواميس جميع اللغات معنى لتلك الإعلانات التي تزداد في المناسبات وغير المناسبات، يا جماعة ما هكذا يذكركم الناس، وتكون ألسنتهم رطبة بذكر أسمائكم، فابحثوا عن شيء آخر ينفع الناس وينفعكم، بدلا من أسلوب لوحاتكم هذه التي آذت مرتادي الطرق بألوانها البهية وأحجامها الكبيرة التي أخفت واجهات المحلات والمنازل والإرشادات المرورية أيضا.
عزيزي القارئ، أتمنى أن تغتنم الفرص العظيمة، وتحاول أن تزيد رصيد حسناتك بفعل الخير، وأن تكون مستعدا للإقلاع عن هذا العالم في أي لحظة، واعلم أن من يريد لك الخير، سيشجعك وينصحك أو على الأقل لا يعتب عليك دون أن يسمع منك، أما حاسدك والحاقد عليك فاتركه وابتعد عنه، لأنه لن ينفعك لا في الدنيا ولا في الآخرة.
أرجوحة المستشارين!
عجبي من المستشار حسب الطلب، يجلس في بيته وينتظر الاتصال ليقدم الاستشارة، وهو ما يتنافى مع الدور الحقيقي والمطلوب من المستشار الوزاري، فمن المفترض أن يكون المستشار هو المبادر، وأن يكون دوره أولا في عمل الدراسات لتحليل الأوضاع وتحديد الاتجاهات، ومن ثم تقديم الخطط الاستراتيجية محددة الأهداف والقادرة على تحقيق تطلعات الدولة وأحلام المواطن، وبعدها تأتي مرحلة تقييم النتائج وتصحيح المسار والقدرة على تقديم الحلول المبتكرة لحل الأزمات وتجاوز الصعوبات التي تواجهها القيادات العليا، ومعاونتهم لأخذ الرأي السديد والصائب، وكفانا تهاونا وتضييعا واستهتارا لموارد الدولة وحقوق الأجيال القادمة.