يقول المولى عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم).
نداء للمؤمنين بوجوب اجتناب الظن السيئ وإلقاء التهم جزافا بلا روية ولا أدلة مما يوغر الصدور وينشر العداوات والأحقاد، وهذا من الإثم المبين.
شاع عند كثير من الجهلاء الجهل بهذا التوجيه الرباني، فهم يمرون على هذه الآية مرور الكرام وعدم الاعتبار حتى وإن كان بعضهم درس العلم وتفقه في الدين وللأسف، وذلك من خلال خلطه بين المصالح الخاصة والعامة وترجيح مصلحته أو ما يرى.
أكثر الظن لا يكون صحيحا بل يقود للإثم ومعصية الرب وأكل حقوق الناس بالباطل لذا فقد جعل الله الظن السيئ إثماً.
في عصرنا اليوم يلتقط بعض الجهلة المعلومات دون التحري وإيجاد الدليل وينشرها بالسرعة الفائقة عبر وسائل التواصل لأي غرض كان في نفسه فيرمي بها مسلما ويؤذيه قال تعالى: (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا).
تقول القاعدة الفقهية والقانونية «البيّنة على من ادعى واليمين على من أنكر»، ولو امتثل الجاهلون بها لما كان هناك شقاق ولا فراق، فلا بد من تقديم البينة في الادعاء على أن تكون واضحة بأسبابها وواقعها وأن تكون حجة جلية تقنع من يسمعها.
إن من أسباب تفرق الأمة القيل والقال ونشر سوء الظن وإيذاء المسلمين بما ليس فيهم والحقد والحسد مما جعل العدو اللدود للمسلم أخاه المسلم دون غيره، فأخذ البعض يتهم المسلمين بالخروج من الملة والإرهاب وحب السلطة وغيرها، ونسي أعمال الخير والدعوة التي أثمرت الصلاح والاستقامة والهدي السليم.
الإنسان غير معصوم من الخطأ، فإذا أخطأ أخوك عليك بالنصح الجميل له فقد جاء بالأثر «التمس لأخيك سبعين عذرا» لا تشهر به ولا تصفه بالضلال فترتكب إثما عظيما.
[email protected]