جاء في أقوال الصالحين درر إيمانية تضع فصل الشتاء موضعا حسنا ووقتا طيبا في كل أحوال المؤمن وأوقاته.
فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه «الشتاء غنيمة العابدين» وقال ابن رجب، رحمه الله، «إنما كان الشتاء ربيع المؤمن يرتع في بساتين الطاعات ويسرح في ميادين العبادات وينزه قلبه في الأعمال الميسرة فيه».
وقال الحسن البصري، رحمه الله، «نعم زمان المسلم الشتاء، ليله طويل يقومه ونهاره قصير يصومه».
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم «الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة» حسّنه الألباني، والغنيمة الباردة هي التي تحصل عليها من دون مشقة، وقد شرع الله بعض الأحكام في الشتاء مثل الجمع بين صلاتي الظهر والعصر والمغرب والعشاء أثناء المطر والبرد الشديد، كما شرع سبحانه وتعالى المسح على الخفين لحماية المسلم من قساوة البرد.
من دون ذلك، فالشتاء فصل جميل من فصول السنة وإن كان باردا، ففيه صفاء الجو ونقاء الرياح وجمال الطبيعة، لعلك وإن خرجت من منزلك ترى الناس في كل مكان يذهبون ويتمتعون بجو الشتاء سواء كان الجو معتدلا أو باردا.
إن للشتاء صفات لا توجد في غيره مثل استمتاع الإنسان بطول الليل والنوم ما يساعد في تقوية الجسم والعقل، وقصر النهار ما يزيد في العطاء والعمل، وجمال الجو ما يضفي على الإنسان الراحة النفسية والجسدية.
اغتنموا هذه الغنيمة ففيها راحة النفوس وسلامة العقول وبصيرة القلوب، وهنا يتقرب المسلم من ربه ويتنعم بنعمه الواسعة.
[email protected]