العالم والكون قائمان على الديناميكية وليس على السكون، والإنسان جبل على التغيير والحركة، يقول الشاعر:
إني رأيت أن وقوف الماء يفسده
إن ساح طاب وإن لم يسح لم يطب
فالتغيير سنة كونية تؤكدها الآيات الكريمة في كتاب الله عز وجل (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم- الرعد). ويقول سبحانه وتعالى (لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر ـ المدثر).
فلزم على الإنسان أن يعاود التغيير في فكره وعاداته وأخلاقه وبدنه حتى لا يظل على وتيرة واحدة قد تصيبه بالملل والعقد النفسية، ولو وفرت له النعم والخيرات والحياة السعيدة، فهو محتاج الى التغيير والحركة، هؤلاء قوم سبأ عاشوا حياة رغيدة وكانت الأرزاق تأتيهم من كل حدب وصوب فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا، أي أنهم بطروا نعمة الله ورضوا بما هم عليه، فأرسل الله عليهم سيل العرم.
هناك بعض الأمور لا بد من إدراكها إذا أردت التغيير، منها كثرة المشاكل والخوض فيما ليس به فائدة والقيل والقال، كل ذلك يحتاج إلى التغيير في مواجهتها، ومنها إذا ضعفت إنتاجيتك سواء في البيت أو العمل ومع الجيران والأصدقاء فإنك تحتاج إلى التغيير في نماء هذا العطاء، كما أن كثرة الملل واستمرار الروتين عند الإنسان يشيران إلى الاحتياج للتغيير الذي يضفي السعاة والسرور.
للتغيير موانع يخلقها الناس منها اعتقادهم بأنهم سوف يتغيرون وهذا من باب التسويف، كما أنه لا يوجد بينهم التشجيع للتغيير بل الظاهر هو الإحباط وضعف الهمم، ومنها قولهم راحت علينا حتى الشباب في مقتبل العمر يقولونها ويطوفهم قطار التغيير والإبداع.
إن التغيير أمر يحرك نفوس البشر وأرواحهم، فالقليل منه يعود عليهم بفوائد كثيرة، بل يرتقي بالعقول والقلوب إلى حل كل عائق يؤثر على استمرار حياتهم السعيدة.
[email protected]