الماضي زمن ذهب بما فيه، فكل ما يحتويه من قيم وعادات وأمن واعتبارات اندثرت بحلاوتها وسهولتها والتزام الناس بها.
كنا في السابق نعيش كالأسرة الواحدة وفي بيت واحد لا يكاد يحمينا جداره من أضعف الحيوانات في الغالب، ليس له أقفال ولا سور سوى الطوب المصنع محليا أو الطين المخلوط، وسرعان ما ينشف ويصبح نصفه ترابا.
في ظل هذه الحياة البسيطة والإمكانات المتواضعة نشعر بالبساطة وتغمرنا السعادة وتزداد بيننا المودة والمحبة حتى تكون جميع البيوت بيوتنا والفرجان ساحات لعبنا، لا يقودنا غل أو حسد ولا توجهنا مصلحة أو نكد بل تتكرس عندنا القيم السامية والأفعال الطيبة والتضحيات من أجل الوطن والأهل دون مصالحنا الخاصة.
اليوم دارت الأيام ورمتنا بثمارها الفاسدة، فأصبح الحقد والحسد والتنافس غير الشريف عنوان كل عمل وهدف كل خطة، فكأنما نحن في حرب تعمل على دمار الآخرين.
إن ما يحدث من جدال وتحد في المجال السياسي لا يمت إلى أخلاق الكويتيين السابقين بشيء، بل هو جري وراء مصالح شخصية ومنافع محددة لا تتفق مع طموحات المجتمع ولا تحقق آمالهم، فلنتق الله في البلاد والعباد ولتكن المصلحة العامة فوق كل اعتبار وليُعِن كل أخ أخاه، وليلتمس له ستين عذرا، والله الموفق.
[email protected]