هذا جزء من حديث المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام والذي يرويه أبو هريرة رضي الله عنه «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت» رواه الشيخان.. ويشير هذا الحديث إلى أن الصمت فيما لا خير فيه هو خصلة من خصال الإيمان.
الإشكالية عندنا اليوم أن الذي ليس له رأي فيما يحدث من حولنا يعتبر جاهلا أو ليس لديه ثقافة وعلم بمجريات الأمور مما يقلل من شأنه ومكانته في المجتمع.. فلا يسمع لقوله ولا يدعى لصدر المجلس ولا يؤخذ من كلامه حتى لو كان ذا علم وحكمة وبصيرة.
إن الأحداث الدائرة من حولنا تزداد وتتشعب وذلك بقدر الله ومشيئته، لكن الظاهرة العجيبة والمريبة انبراء كثير من الناس وخاصة المتشدقين والمتفيقهين لهذه الأحداث وطرح العجب العجاب من الآراء والأفكار والتوقعات والحلول لحقيقة هذه الاحداث وأسبابها ومآلها ومن صنعها وما يسفر بالنهاية عنها.. وكأنه أحد مؤسسيها، فأوضاع مصر وأحداث سورية ومشاكل اليمن وجهاد غزة وغزو داعش وغيرها نرى كل يوم هي في شأن.. فتارة الأوضاع جيدة وأخرى عصيبة فنرى موازين النصر والهزيمة تتأرجح بين الفينة والأخرى دون دليل أو برهان أو مؤشرات إيجابية.
لقد أصبحت عادات كثير من الناس في ظل هذه الأحداث كثرة الكلام وإبداء الرأي من دون دليل أو تحقق، فالطعن في الذمم وسوء الظن في النوايا وتحريف الحقيقة وتزييف الواقع أصبح ظاهرة واضحة يعول عليها المتشدقون بمخلفات الإعلام الزائفة لإظهارها كفلق الصبح الصافي.
ومما زاد الطين بلة.. إضفاء هذه الظاهر ظلالها على بعض أهل العلم من المشايخ وطلبة العلم الذين هم أدرى وأعلم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المذكور.. فسرعان ما تصدر الفتوى من شيخ بعيد عن الأحداث يعتمد على القيل والقال ونقل المقال دون تحقق ودليل ومعايشة الواقع.. فالمثل يقول «زلة عابد ولا زلة عالم» لان العلماء قادة المجتمع وقدوتهم وينبني على رأيهم عمل تقوم عليه حياة المسلمين.
إنــنا نحــتاج في هذه المرحلة إلى التكاتف والتقارب لصدع كل شرخ في جدار امتنا العظيمة وألا نكون من المؤملين بلا أساس أو المخذلين بلا إحساس فنساهم في تصدع الشروخ في هذا الجدار العظيم.
[email protected]