بعض الناس يتمسك برأيه بشدة حتى أنه لا يحب أن يستشير أو يحاور أو حتى يستمع للرأي الآخر.. فيصول ويجول ويلف حول ما يراه وهو مقتنع به إما جهلا أو عنادا.
المشكلة في هذا الشخص أن عقله معطل أول ما يحصل على المعلومة يؤمن بصحتها ويدخل عليها التأويلات والأسباب التي تؤيد رأيه، ولا يستمع للطرف الآخر... فيطعن ويتهم دون تريث أو بحث عن الحقائق، والأخطر من ذلك اذا كان له مريدون يصدقونه في كل كلمة يقولها... أو صاحب جاه فكري أو اقتصادي أو اجتماعي ويسمع له ويصدق.
إن ما يدمر الشعوب والمجتمعات هو احتكار الرأي وخاصة اذا كان محتكره ذا اسلوب متميز وجذاب، كما أن الاعلام الفاسد يساهم في خلق رأي لإفساد كل إصلاح تم بناؤه، حيث اصبح الإعلام اليوم سلعة رخيصة تجني ثروات طائلة وتورث دمارا واسعا في المجتمع.
اللي زاد الطين بله... خاصة في وقتنا هذا هو وسائل التواصل الاجتماعي حيث يخوض فيها المتردية والنطيحة.. ففي السابق المتخصصون من الساسة والإعلاميين هم من يتصدرون النقد ولعل أغلبه بناء.
أما الآن فالكل يستطيع أن يحلل ويفسر وينتقد ويرسل رسائله بسرعة الضوء دون جهد أو علم، فتجد أن لكل قضية اشكالا مختلفة وحلولا متضاربة تجعل العاقل حيرانا حتى يخوض مع الخائضين.
لقد حان الوقت لأن ننتبه لهذه الرسائل والمسجات حتى لا نقع في المحظور أو نساهم في دمار مجتمعنا أو اخواننا ونمتثل لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «وإن العبد ليتكلم بالكلمة - من سخط الله - لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم» (البخاري).
[email protected]