تتمحور مقاصد هذا الشهر الفضيل في ثلاثة مقاصد ذكرها الله عز وجل في كتابه الكريم في سورة البقرة... فقال سبحانه وتعالى عن المقصد الأول (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) وهو التقوى وطاعة الرحمن والصبر على قضاء هذه العبادة.
وفي المقصد الثاني قال تعالى (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون) وبه تتحقق نعم الله ويسر عبادته وتختم بشكر الله عز وجل على فضله.
أما المقصد الثالث فقد جاء بقول المولى سبحانه وتعالى (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) وهنا يبين الله عز وجل حبه للطائعين وعباده الصالحين فيقربهم إليه ويستجيب الى دعواتهم ويرشدهم الى الخير.
رمضان هذا الشهر المبارك تتحقق به كل ما انقطع عنه المسلم من خير... فمثلا من أول يوم يشعر المسلم بأنه اقترب من خالقه ويحس أن ما بينه وبين رب العالمين حواجز ومسافات، فتتحرك لديه الروحانية وترتفع عنده الإيمانيات بشكل يحسها كل المسلمين.
وتتوالى الخيرات في هذا الشهر الفضيل ابتداء من الجود والكرم والصدقة والزكاة ثم يشعر المسلم وسط هذه الروحانية بحقوق أقاربه وأصدقائه فيصل رحمه ويزور أحباءه وأصدقاءه... فوالله لو عشنا طوال العام بهذا الشعور لأصبح المجتمع كالجسد الواحد يشد بعضه بعضا.
إن رمضان مدرسة يعود علينا كل عام لكن هل اعتبرنا وتربينا من خيراته وبركاته؟ هنا السؤال الذي لابد أن نفكر فيه باستمرار... فالصحابة رضوان الله عليهم يسألون الله أن يبلغهم رمضان قبل قدومه بستة أشهر وذلك لرفع إيمانياتهم من فضل هذا الشهر.
[email protected]