جاء في الحديث الشريف قول الرسول صلى الله عليه وسلم: إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب. حديث صحيح رواه الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنه، فالقرآن عمار القلوب بالإيمان وراحة النفوس والتفكر بنعم الله... لا يعرف فضله إلا من دام على قراءته وحفظه وتدبر معانيه قدر ما يستطيع، فالأولون من أجدادنا كانوا يحافظون على المصاحف ويهتمون بنظافتها كأنها ودائع ثمينة على مر السنوات الطوال، يخرجه من مخبئه كل يوم ليردد ما حفظه من آياته مسبحا وذاكرا ومستغفرا ربه، واليوم وللأسف تنتظر المصاحف في المساجد من يفتحها ويقرأ آيات معدودة من آياتها فالمصاحف تشتكي قلة القارئين وندرة المتدبرين والذاكرين.
يقودني بعد هذه المقدمة انتشار حلقات تدريس وتحفيظ القرآن فهي التي تحافظ على ترطيب القلوب بالإيمان والتقرب من الكريم المنان، ففي زيارتي لمسجد الرحمن في مدينة شيفيلد في المملكة المتحدة شاركت في تكريم بعض الحفظة وهم من الجيل الثاني والثالث الذين ولدوا وعاشوا في بلاد الغرب ومع ذلك لم تمنعهم هذه الثقافة عن العودة لكتاب الله وحفظه وتدبر آياته... إنها مكرمة لهم من الله الكريم العليم مع أن في بلادنا بلاد الإسلام تجد من لا يفتح المصحف منذ سنوات وهو في متناول يده، لذا فالأجر موصول للقائمين على هذه الحلقات وساهموا بالغالي والنفيس فيها.
[email protected]