كما أن السفر قطعة من عذاب، لكنه ذو فوائد كثيرة، منها كما يقول الإمام الشافعي رحمه الله: «تفريج هم واكتساب معيشة وعلم وآداب وصحبة ماجد».
والسعادة في السفر إذا خالطه عمل خير وتفريج كرب المنكوب والتماس حاجة المحتاج واحتساب الأجر عند الله، هنا تكتمل السعادة مع ما ذكره الشافعي، فتكمن في القلب راحته وفي النفس انشراحها وتنجلي الهموم ويشعر الإنسان بقربه لخالقه ومولاه، كما أنه في ظل هذه السعادة يرى فرحة الفقير وبهجة المسكين وغاية المحتاج تتجلى أمامه.
من هذه الأيام السعيدة التي قضيتها... زيارتي للهند في مقاطعة كيرلا والتي يعيش بها 80 مليون مسلم، حيث إن عدد المسلمين في الهند يزيد على 200 مليون نسمة من أصل مليار و400 مليون هندي.
في الهند تتعدد اللغات الى أكثر من ٢٠٠ لغة والديانات والثقافات، ويسودها الفقر والجهل، فالبلاد كبيرة ومليئة بالغابات والأنهار، حيث يوجد في كيرلا أكثر من ٤٠ نهرا رئيسيا، حيث تصيبها كل عام فيضانات تغطي أرضها إلى أكثر من خمسة أمتار.
قضينا أيامنا السعيدة فيها بصحبة أعلام من أبنائها البررة، منهم د.عبدالسلام احمد مدير الجامعة الإسلامية ود.عبدالحفيظ والأخ زبير وغيرهم، حيث زرنا الكثير من معالم مدينة كاليكوت التي زارها وعاش بها بعض أهل الكويت، فأهلها يثمنون دور أجدادنا فيها وأيامهم السعيدة الماضية التي عاشوها وسط غاباتها الخضراء وعلى سواحلها الجميلة.
في مثل هذه الزيارات لهذه البلاد البعيدة، يشعر الإنسان بأنه أدى جزءا من الواجب عليه تجاه ربه وتجاه إخوته في الدين، واستفاد منها علما وأدبا وتفريج همّ ومصاحبة من يحب، فلا فقد ولا خسران إنما هي أيام سعيدة لها ذكريات مجيدة في هذه البلاد البعيدة.
[email protected]