أزمة كورونا التي أصابت العالم كله وأدت الى عدد كبير من الوفيات هي بالأصل تراكم نفسي وشعور داخلي أكثر من أن تكون مرضا عضويا وجسديا، فالخوف والهلع ينتابان الإنسان بأن أجله اقترب وأصبح طريح الفراش لا عودة إلى حياته السعيدة، لذا فإن الأطباء وعلماء النفس كثيرا ما ينصحون بأهمية التحرر من حالة الخوف الزائد والهلع، ويؤكدون الحاجة الماسة للسكينة والطمأنينة والاسترخاء وراحة البال والاستمتاع بالحياة، وكل ذلك يتضمنه الاستغفار والإنابة لله اللذان يقوداننا إلى السكينة والطمأنينة فهما الاستمتاع بالحياة السعيدة وهما حصن المواجهة لحالة الخوف والهلع، يقول الله عز وجل (وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله) ويقول في آية أخرى (وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون).
يحكى أن شابا قويا يسمع بالذئب ولم يره ولا يخافه، فسقط يوما الذئب في البئر ومنع الناس من شرب الماء وكل خائف أن ينزل ويخرجه، فلما سمع الشاب نزل الى قاع البئر وضرب الذئب فقتله يحسبه كلبا فلما علم أنه ذئب أصابه هلع وخوف وتأثر نفسيا حتى تمكن في نفسه خوفا من الذئاب والكلاب فلم تقاوم القوة الأثر النفسي.
إننا في هذه المرحلة بحاجة الى الاستغفار في مواجهة تفشي فيروس كورونا، حيث بالاستغفار ثبات نفسي وراحة قلبية وذلك لإيصالنا بالخالق واعتمادنا عليه.
الاستغفار هو الستر والاعتراف، فالمستغفر يعترف بالتقصير ويطلب الستر عليه وعدم تمكن هذا التقصير من دفع الهلع والخوف في نفوس الناس، فمعالجة ذلك المواجهة الفاعلة والتفاؤل الحسن.
إن في الاستغفار علاجا وفي التوبة خراجا والوصول لهما إخلاص بمزاج.. فلابد أن يكونا خالصين لله مستشعرا المستغفر كرم الله وقدرته على قبول استغفاره وستر خطيئته ونجاته من البلاء.
يعيش في الكويت أكثر من ٤ ملايين مسلم، لو استغفر كل واحد عشر مرات خالصة لله في اليوم لانطبق علينا قول الله عز وجل (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا).
[email protected]