وسط الاجواء السياسية الملتهبة وتكاثر الاستجوابات ضد الوزراء والصعود والمواجهة، تقف الكويت مع كل ذلك متفرجة على ما يحدث، وبين المضي نحو المزيد من الانفاق المظلمة وتلاطم امواج الحالة بين السلطتين لانزال نترقب وكذلك نحسب ماذا سيحصد الناس من كل هذا؟
فالبلد شل كثيرا في مجالات متعددة وهي حقيقة لا يمكن لأي كان ان يغفلها، فعجلة التنمية وان اوحى البعض انها تسير الا انها تسير ببطء وبطء شديد كذلك، وفي اغلب المجالات والتي يعرفها كل مواطن على هذه الارض وبعيدا عن اللوم وكيل التهم نقف نترقب ان تنجلي هذه الغمة ان صح وصفها، فالمواطن البسيط جل اهتمامه ان يجد العناية الطبية الملائمة وان يقر عينا بتعليم امثل لابنائه وان يتمتع بسكن يأتيه بعيدا عن الانتظار الممل وان يسير في شوارع لا يدكها الزحام، الذي وصل لبعض الشوارع الداخلية للمناطق، وان تنجز معاملاته دون اللجوء للواسطة و«حب الخشوم»، وكذلك بعيدا عن «جايك من طرف فلان» وان يعان على مواجهة الغلاء المستمر والذي يأتي دون سبب ويرحل ايضا دون سبب.
المواطن البسيط لا يحلم بخدمات فندقية في المستوصفات ولا يريد ان يبتعث ابناؤه الصغار لجامعات هارفارد ولا يتمنى ان يحصل على مزرعة وقسيمة الف متر او يطمع لأن يصعد مترو انفاق يوصله من منزله الى مجمع الوزارات في دقائق، فالاحلام يا سادة ابسط مما تتوقعون، والاماني على قدر الرضاء والقناعة.
افلا يعقل ان تحقق هذه الحكومة بكل المليارات التي تملك والجيش الجرار من القابعين خلف المكاتب المطلة على البحر تلك الاماني؟ أفلا يحقق الاعضاء وهم يسيرون على سيارتهم البي.ام بعضا من تلك الاحلام البسيطة لمواطنين مازالوا يحلمون بالقليل من العيش وهم يعلمون ويعون القدرة المالية والفنية والادارية لدولة قادرة وتملك الكثير من المقومات؟
وبعيدا عن كل ذلك، تبقى الاماني والاحلام جزءا من يقظة هذا الشعب الذي عاقبه البنك المركزي برفع الفائدة وخدعه القدر بعدم قدرة اللجنة المالية على احالة قانون اسقاط تلك الفوائد.
ويبقى هذا الشعب الحالم منتظرا لما تفضي اليه جلسات الاستجواب والمواجهة حتى نتنفس قليلا بعض الامل ونظن انه قد «يهدي» الله السلطتين للعمل معا ويحركوا بعضا من هذا التوقف الذي «بيدنا»!
[email protected]