تخيلت ذات يوم انني سأتوقف عن الكتابة ليس لشيء ما وإنما لأنني أشعر بعدم الفائدة من مسك القلم، ولكنني اكتشفت انني مخطئ في تفكيري، فلقد بت أتنفس هواء آخر في الكتابة، وأشاهد بعدا آخر أرى به أشياء جديدة رغم انني في حالة إغماض فكري، في الكتابة ينتابني شعور بأنني أنزف روحي على الورق، وأشاهدني به.
بقدر ما يحمل القلم من أفكار، بقدر ما يختفي العديد منها خلف نزفه، ولذلك كانت الفكرة ابعاد القلم والإمساك بالعقل بكلتا اليدين حتى يتشح المكان بلون «النية» قبل الكتابة.
لاتزال تتساقط أوراق الذاكرة من شجرة العمر فيثير النظر تساؤلات عديدة في بعض الملامح، ولكن يبقى شيء من الماضي يعلق رغما عن تلك الرياح التي تهب من وقت الى آخر ليذكر بأن ما فات قد يعود ولو حين غرة من غفوة!
تأتي رياح التعب بما لا تشتهي سفن الرغبة فتشتت الاحتفاء ويبقى بريق الاستطاعة حلما يتأرجح على واقع النظر، كم نحاول جاهدين ان نتحكم به ونستدرجه الينا ولكن ما ان نمسك طرفه حتى ينقلب واقع الحال، ورغم عدم اليأس ومحاولة التكرار كلما لاحت فرصة الا انه يظل الأقوى أينما دارت عقاربه، ومما يزيد في قوته الفوضى التي ترتكب فتربكنا عن التقدم ورغم تكرار المحاولات الا انه يظل المسيطر!
بشع جدا الاحساس بالملل في ظل الأحباب، وغريب ان تشعر بالوحدة بين الكثير من الابتسامات المحيطة.
للهدوء حاجة ماسة وسط مدن الضوضاء ولهذا قد نلجأ للابتعاد بأنفسنا الى الوحدة، ولكن ماذا لو أتت الضوضاء من داخل العقل؟
تعد الذات أرضا خصبة لزراعة الشعور لدينا ولكن كم منا لايزال يزرع شعوره خارج أرضه؟
يتميز باختلافه عن الجميع، يختلف مع «الكل» بسبب إيمانه بفكرة ربما تكون خاطئة يعشق النظام الحد الفوضى، يجاهد في تكوين شخصيته، له ابتسامة بيضاء تميزه عن الكثيرين، اعتقدت ذات يوم ان له قلبين وذلك لكثرة توزيعه الحب على الجميع!
سأحتاج ذات يوم لملء محفظتي بصور من أعرف لأن النسيان بات يداهمني من وجه لآخر!
[email protected]