منذ أيام قليلة أعلنت وزارة المالية عن ميزانيتها لعام 2022- 2023، وقد جاء الإعلان بالبشرى التي حملت لنا جميعا دلالات بأن «العهد الجديد» بدأ يجني أولى ثمار النهج الإصلاحي في شتى المجالات بالدولة، فالوزارة أعلنت أنه ولأول مرة منذ تسع سنوات يتوافر لدى الدولة عائد من الميزانية، وهذا ما يؤكد أننا نسير في الطريق الصحيح، وان الدولة نجحت في استعادة عافيتها وقادرة على مواصلة العمل الإصلاحي حتى تصل إلى الهدف المنشود.
القيادة الحكيمة لصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، ورؤية سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، كانت لهما الدور البالغ الأهمية في حالة التغيير الإيجابية التي حدثت، فبعدما تم إسناد منصب رئاسة الوزراء لسمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، واطمئن الجميع بأن التغيير قادم لا محالة، وان الطريق ستقطع أمام كل فاسد يحاول التلاعب بمصالح المواطنين وإلحاق الضرر بهم، وأستطيع القول إن الحكومة الحالية من وجهة نظري الشخصية قوية للغاية واعتبر أن مصدر قوتها هو الشعب الذي يدعم رئيس الوزراء ويخصه بكامل الثقة.
والحقيقة أنني كنت حريصا منذ قدوم الحكومة على متابعة كل توجهاتها، واعتقد أن الحكومة عملت على وضع قواعد إصلاحية جديدة تتناسب مع سياساتها في إدارة الأمور، فاستهلت نشاطها بإجراء مجموعة من التغييرات بقيادات الوزارات المختلفة، واعتماد سياسة ضخ دماء جديدة بكل قطاعات الدولة، ووضع آليات وأساليب تهدف إلى حماية المال العام والحفاظ عليه، وحسن استغلاله في مشروعات يمكن الاعتماد عليها كمورد من موارد الدخل للدولة.
واعتبر أن الرقم الذي أعلنت عنه وزارة المالية كفائض بلغ 6.368 مليارات دينار أو ما يعادل نحو 20.77 مليار دولار، يعد بمنزلة الإنجاز الاقتصادي، فميزانية هذا العام كان قد تم تخصيص مبالغ كبيرة منها وصلت إلى ملياري دينار كتكلفة شراء الإجازات من نحو 351600 موظف بالقطاع العام، هذا إلى جانب تخصيص مبلغ 600 مليون دينار قدمتها الدولة كمنحة الـ 3000 دينار للمتقاعدين، وعلى الرغم من ارتفاع تكلفة تلك الالتزامات المالية إلا أن الدولة استطاعت تحقيق فائض ضخم.
أرى أن بيان «المالية» قد كشف عن قوة القطاع النفطي كونه أهم مورد للدخل في الكويت، ولكن لابد أن يتم الانتباه هنا إلى أهمية الحفاظ على نجاح هذا القطاع وضرورة تطويره بما يتناسب مع متطلبات كل مرحلة، هذا بالإضافة إلى العمل على تطوير وتحسن القطاعات الاقتصادية الأخرى بالشكل الذي يسمح بالحصول على أعلى معدل للاستفادة منها، وكذلك العمل على صنع موارد اقتصادية جديدة وعدم الاعتماد بشكل كلي على القطاع النفطي فحسب.
ولأن بداية الغيث قطرة، فإن حكومتنا الرشيدة قادرة على تحقيق النجاح والتغيير الذي ينشده المواطن، وأنا على يقين كامل بأن الحكومة ستصنع فارقا كبيرا في تاريخ الكويت، وإننا على موعد مع التطوير والنهضة التي ما دمنا حلمنا بها، وأننا بمشيئة الله تعالى على موعد مع سلسلة نجاحات من تشريعات وقوانين ومشاريع لن تنتهي.
[email protected]