يبدو أن شعوب المنطقة سترصع على جبين الأزمة بعض (التأتآت) أو فلنقل بعض اللافتات الملثمة! التي كبتت بالقلب حتى انفجرت وتناثرت كقطع الليل المظلم!. أضحكني كثيرا وأدهشني أكثر عندما انتعشت كل التحولات السياسية والتي تهجنت قسرا على ثوابت خليجنا المتلاحم.
لنعد إلى (التأتأة) التي تمخضت فولدت كابوسا أسودا حتى زاحم بحروفه وبظله العريض طرائق ومضائق الشعب الواحد! حتى ضاق ذرعا فأصبح يتقلب ذات اليمين وذات الشمال طامعا في صولة بين صولات البعض! وجولة بين جولات الكل! ومازال عالقا مستصرخا يرجو خلاصا. إن ميثاقنا الخليجي المتين صنع بإرادتنا الصلبة فلا يمكن إطلاقا أن نستوعب طرفا آخر يملي علينا سياسة (فرق تسد) أو فقه الموازنات والأولويات أو تمييع الأحكام والقوانين! أو إقحامنا في دساتير الجمهوريات التي تحكم بالحديد والنار!. إن أبناء (العمومة والخؤولة) لديهم من القناعة التامة بأن هذا التراشق في رمقه الأخير وستفرج الأزمة عاجلا غير آجل بالرغم من تداعيات المواقف وهشاشة الإعلام المدفوع الذي أخذ منحى التصعيد والتحجيم والتضخيم عبر الأقلام التي لا تعرف الكتابة إلا بالخط الأحمر! مدعومة جوا وبحرا وبرا! ولا نستغرب إن تدحرجت (تحت الغطاء الشرعي المعلب) ولا عزاء للشعوب إلا الصمت ثم الصمت ورسم تحفظ بات على حافتي الأحوط وسد الذريعة! إحجاما أمام الخطاب الديني المؤدلج!، إلى أن تفجرت دائرة الفكر الحر من الأحرار! فتناثرت منها شظايا حادة من تأتآت الحق والحقيقة والصبر والاصطبار:
٭ التأتأة الأولى: الإنسان العربي (كان طيبا جدا) لكنه الآن تثقف كثيرا وأصبح قاب قوسين أو أدنى من الحقيقة المرة التي كانت تتوارى! وهذا ما يزعج البعض!
٭ التأتأة الثانية: في الخلاف والاختلاف: لابد أن نسمو بأخلاقنا لأن شرف الخصومة مكلف جدا..! لا يمكن أن نتصور طحن الأنوف! وتكسير العظام والحق بينهما واحد.!
٭ التأتأة الثالثة: معركة الحق واحدة! إذ لا توجد تعددية للحق أو ألوانا زاهية تعطيه أكثر من وجه أو رونق!. رحم الله من أهدى إلينا عيوبنا ودلنا على الصواب..!
٭ التأتأة الرابعة: خليجنا واحد.. مصيرنا واحد.. قف! أيها الشادي عند آخر عتبة تلفظ فيها حروف الحب والسؤدد والمصير! فأطفالنا على مرأى ومسمع مما حدث ويحدث..!
٭ التأتأة الخامسة: الوعظ الكلاسيكي: حالة من حالات التمويج والتهريج المتأسلم! فلا تقل لي شرعا أو منطقا أو عرفا! اجلس حيث جلس الناس ولا تحدث أمرا.!
٭ التأتأة السادسة: المجتمع الدولي: ضمير مستتر! لكنه أصبح بعد أزمة الخليج مكشوف الأضلاع والأطراف والنوايا..! أعي أن الجرح المكشوف سيكون عرضة للحشرات..!
٭ التأتأة السابعة: طاولة الحوار: مشردة ليس لها أرض. مسكينة..! جعلوا منها سطحا لأكل الخبز والجاروش وحملا لبقايا ورق شاورما! وها هي تلتقط آخر أنفاسها..!
٭ التأتأة الثامنة: الصحافة: كن سبابا، لعانا، طعانا..! لا تبرر لا تخمن لا تسيس لا تقيم!؟ اضرب بكامل قواك! فنحن نريدك شرسا بلا ((عقل)).!
٭ التأتأة التاسعة: السياسة: الفقه الذي لم يفهم بعد! والعلم الذي لم يطبق على مساحة عقل واع، إذ لا صديق دائم ولا عدو دائم!. أهلا بالضحايا الجدد..!
٭ التأتأة العاشرة: فارق الوقت: لعبة سياسية مثيرة! وهي من صنع الحرس القديم، نجحت أيما نجاح، ففي فجر اليوم يكون عصر الأمس قرارا!. ويستمر الفجر العليل..!
٭ التأتأة الحادية عشرة: الأحلام: أن تكف عن نفسك! وعن إنسانيتك! وطموحك الأخاذ! فما أنت إلا متصعلك يتمرجح على قارعة الوهم. لا تحلم وإلا قلبنا فراشك الوردي..!
٭ التأتأة الثانية عشرة: وكالة يقولون: ستستمر هذه الكارثة! حتى يرث الناس أحقادا وأضغانا، ليموت الصادق والحكيم والصابر والعطوف!. قل كما يقولون ولا تكثر.!
وللتأتآت بقية.
m_alenezikw@