ثمة أمواج عاتية تضربنا مدا وجزرا بين الفينة والأخرى، وحسب الأحوال «الجو... سياسية» قاصدة بلد الخير والسلام!
وأزمات عديدة تفتعل بغرض تفتيت المجتمع، و«تسونامي» يهدف لإشعال الفتن وهدم ما تبقى من قيم تارة بالعنصرية البغيضة وتارة بالطائفية المدمرة التي «تنهش» في جسد العباد!
ثمة صراعات سياسية وفجورا في الخصومة تنم عن حقد دفين، يشعل نيرانها «نافخي الكير» بين الكبار حتى تلتهم نارها الصغار والضحية هي البلاد!
ورغم كل الأحداث وتلك الأمواج والأزمات والفتن والصراعات والظروف الإقليمية الملتهبة هنا وهناك ما زال هناك من لم ولن يستوعب الدروس حتى الآن، ممن يعيش في زمن غير زمنه، بعد أن ساهمت الظروف بطريقة أو بأخرى في أن يكون له شأن في هذا الزمان دون غيره، متجاهلين الحكماء وذوي الرأي!
كثيرة هي مشاكلنا في مؤسساتنا الحكومية ومجالسنا النيابية، حتى الطرقات لم تسلم من سوء تصرفاتنا وانفعالاتنا وتذمرنا بلا حدود في كل مكان!
في الماضي الجميل كنا نشعر بجمال النفس وحلو المعشر وعفوية البشر وصدق المشاعر وحب الآخر والاهم الخوف على الوطن!
لكن في زماننا العليل تغير كل شيء، فالنفس لا تطاق والطمع والجشع سيطر على الكبار قبل الصغار، وانتشر الحسد في زوايا البلد ولم يعد هناك أحدا يكترث بالمحافظة على خيرات البلد «الا من رحم ربي»!
الكويت مستهدفة بعد أن توافرت مقومات الاستهداف فيما ذكرته سلفا، والمتربصون كثر يبثون سمومهم عبر أسلحتهم الفتاكة بنشر الشائعات والأكاذيب لخلق الفوضى وتمزيق نسيج الوحدة الوطنية لتحقيق مآربهم وأهدافهم السياسية!
من يعشق هذه الأرض الطيبة عليه أن ينبذ الطائفية ويكره العنصرية وينفر من القبلية ويعزز الوسطية ويتفاعل مع قضايا البلد الانسانية، ويسعى جاهدا لقطع دابر كل حزب أو خلية إرهابية، فالأمن الوطني خط أحمر يجب أن يقف عنده الجميع بلا استثناء!
حق مشروع أن تقول ما تشاء وأن تكتب ما تشاء، لكن دون أن تتعدى على حرية وكرامة الآخرين أو أن تمس الأشخاص وتنعتهم بصفات لا تمت للقيم والأخلاق بصلة!
فكلما كثر الهرج والمرج في البلاد حتما ستعم الفوضى عند العباد، وعندما نغفل أونتجاهل تطبيق القانون إذن علينا تحمل المزيد من الفساد، وعندما تسود الكراهية والحقد لا بد وأن تزداد المشاكل في البلاد!
غريب أمرنا في الكويت..، فالدول تتسابق من أجل الإصلاح والتنمية، ونحن لدينا أسرع المتسابقين السياسيين في عملية فضح وتشوية سمعة كل من يختلف معهم أو يخالفهم في الرأي أو الفكر! وينكشف ذلك بعد كل أزمة أو قضية في الكويت، حيث ترتفع الحناجر السلبية لتقول ما يملي عليها الآخرون!
الشعوب الراقية يا سادة تترفع عن صغائر الأمور ويحترم بعضها الآخر رغم اختلافهم، ويتفقون معا على وحدة الصف ورفع شأن الوطن، وعلينا التزامات لا بد ان نطبقها في حياتنا اليومية حتى نحافظ على سيادتنا ونصون كرامتنا في كل الظروف، أهمها احترام الآخر وعدم التراشق والتقاذف الرخيص وكيل التهم جزافا مع من تختلف معه، فالبلد فيه الكثير من العقلاء، وبه الكثير من الجهلاء، لذا لا بد أن يقول كل مواطن خيرا ينفع به وطنه وأمته ويحافظ على تماسكه وترابطه أو يكرمنا بسكوته.. واتركوا عنكم الهمز واللمز فالوطن يتسع للجميع!!
[email protected]
m_th_alotaibi@