أحيانا يجبرك إنسان على الكتابة عنه وعن حكمته، لاسيما عندما يكون نادرا بخلقه، متميزا بهدوئه، متفردا بحسن حفاوة استقباله، حليما بتصرفاته تجاه غيره، ودودا لأصحابه ومحبيه، وفيا لوطنه، مخلصا لقائده، خدوما للشعب.
هنا أتحدث عن الجوانب الإنسانية لسمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك أطال الله في عمره ومده بموفور الصحة والعافية.
فالكل يعلم أن إرضاء الناس كل الناس أمر صعب للغاية خصوصا عندما تتطرق للقضايا السياسية وكيفية تعاطي كل فرد منا معها، حتما ستكون هناك اختلافات ربما ينتج عنها خلافات، والعكس صحيح عندما تتوافق الآراء عند المصلحة العامة بغض النظر عن مضمون القضية وأسلوب طرحها والتعاطي معها!
من يعمل ويجتهد لابد وأن يخطئ في كل مسارات الحياة، فما بالكم بالعمل السياسي الشاق والمتعب الذي يحتاج فن الممكن حتى تجتاز العديد من العقبات، ومن وجهة نظري أن سمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء نجح في إدارة الكثير من القضايا والأزمات، فهو «بواردي» من الطراز الأول يتقن مهارة الصيد، واستطاع أن يصيب الكثير من الأهداف في المعترك السياسي بكل دقة لكن دون أي تفاعل إعلامي يذكر من بعض الوسائل الإعلامية، ومن الصعب جدا أن أدخل في نوايا الآخرين، لكن بصفتي إعلاميا متابعا جيدا لكل حدث، لفت نظري هذا الأمر منذ فترة، عندها ترددت في الكتابة عن ذلك، ولكن ما دعاني لإبداء الرأي في هذا الموضوع هو ربطي المتواضع بين التجاهل الإعلامي سابقا والحملات الإعلامية الظالمة لاحقا، والمرتبة لتشوية سمعة هذا الإنسان الرائع بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وسمعة أبنائه الأعزاء والخوض في الذمم المالية، والتشكيك في النوايا دون أن يعلموا دماثة خلق هذا الرجل وحسن تربية أبنائه، ويعلم الجميع أن جابر المبارك هو من أقر إنشاء الهيئة العامة لمكافحة الفساد في البلاد، وهو أول من قدم كشف الذمة المالية بصفته رئيسا للوزراء.
فقد حظيت وتشرفت بالتعامل مع الإنسان جابر المبارك عن قرب منذ أكثر من 25 عاما بحكم عملي الإعلامي، فلم تغيره المشيخة، ولم تلونه أو تغريه المناصب، وبقي شامخا كالطود في كل الظروف والأحوال، لا يلتفت للقيل والقال لثقته في نفسه ولمعرفته أصالة معدن أبنائه.
يطبق الدين المعاملة في تعامله الراقي مع جميع البشر بلا استثناء، ويجبرك على احترامه لتواضعه الجم، يجيد فن الإنصات للآخرين، ويملك قلبا طيبا، لا يعرف الخبث وبث الدسائس، ويترفع عن صغائر الأمور، يقدر النقد البناء الهادف، ولا يلتفت لأي نقد هايف، ورغم كل ذلك والظروف الصحية التي ألمت بسموه إلا أنه تحمل كل شي من أجل الوطن ولا سواه.
مختصر مفيد:
والدي العزيز أبا صباح.
إذا أحسنت لمن أساء إليك فأنت المؤمن الصفي.
وإذا أحسنت لمن لم يحسن إليك فأنت الكريم الخفي.
فسر على بركة الله وسيقف معك ولن يخذلك كل إنسان وفيّ.
[email protected]
M_TH_ALOTAIBI@