نرمين الحوطي
(أقرأ باسم ربك الذي خلق)، هذه فلسفة جامعة شاملة في قضية القراءة وأهميتها، فالله سبحانه وتعالى جعل القراءة غير محدودة بموضوع بعينه، لكن شرط أن اقدم اسم الله عند اي قراءة وفي اي قراءة، والقراءة هي مفتاح العلم وبداية التعليم وباب التقدم في كل الفروع، هذه هي القراءة التي امرنا الله سبحانه وتعالى ان نتخذها سلاحا لبناء امة حضارية ثقافية عليا، ثم ان الحديث الشريف يقول «خيركم من تعلم العلم وعلمه» فهو ايضا يحث على العلم الذي لم تكن بدايته سوى القراءة.
هذا اساس عقيدتنا القراءة والعلم، اقولها صراحة ونحن نعيش كغيرنا في عالمنا الثالث والاخير حسب التصنيف الذي قسم الامم لثلاثة اقسام، ابرز منها اثنين ونسي او تناسى واحدا وهو العالم الثالث، وللاسف منذ آلاف السنين كنا نحن العالم العربي العالم الاول بل عالم الحضارات فمن العالم العربي استمد العالم الاوروبي العلم والثقافة والفنون، فلا احد يقدر ان يتناسى حضارة الفينيقيين والفراعنة، وها هي الاندلس وبابل وصلاح الدين، كل هذا اخذ من كنوز الشرق من خلال القراءة ولكن اين نحن الآن؟ محلك سر، واقفون ننظر للعالم ونقول كنا وكان اجدادنا، ولكن لا يوجد احد يسأل عن الفرق بين العالم الثالث والعالم المتقدم؟
واجيب باجتهاد وانا لست ضليعة بالامور السياسية ولكن اقولها من الناحية العلمية والثقافية، الفرق في كم المعرفة المتطور في كل الميادين، والمعرفة كما بدأت القول بكلمات الله عز وجل القراءة اللامحدودة، والوصول اليها ليس سهلا، انما تحتاج الى اعداد تربوي مركز يبدأ من مرحلة الطفولة يستمر ولا يتوقف الى نهاية المرحلة الجامعية، لابد ان نعود الطفل الكويتي منذ الصغر على حب القراءة، ليس فقط في ميادين العلوم المدرسية فقط، بل نعطي ولو ساعة واحدة فقط في اليوم الدراسي في جميع المراحل ساعة مكتبية للقراءة فقط، نعلم من خلالها ونركز على الطفل ان يتعود على القراءة، ويقتنع بها، بل يجب ان نجعله يصل الى درجة الحب والعشق لما يقرأه ليستفيد من المعلومات المقروءة، كما ان القراءة ممكن تبدأ في اية حقبة زمنية في عمر البشر، ولكن اختص هنا بالاجيال الاولى لان هذه البداية المثمرة والتي يرجى من ورائها خير البلاد هي البداية منذ الصغر.
فهل بعد ذلك ننتظر شيئا ام نبدأ بتخطيط سليم لبناء جيل من صغار شباب الكويت بغية ان يعتلوا قمة من تلك القمم التي يتصارع العالم عليها، والوسيلة هنا الوحيدة هي القراءة الجيدة والتي تبدأ في سن مبكرة ولا مانع من ان يتبع ذلك كل البشر من اهل هذه الدولة في اي سن فالقراءة متاحة للجميع، وهي وحدها مفتاح التقدم والازدهار.