أنشئ جهاز خدمة المواطنين بناء على مرسوم رقم 271 لسنة 2002، والسؤال هنا أين ذلك الجهاز؟ وأين دوره بين ما نقرأه ونسمعه من أخطاء وشكاوى المواطنين ضد بعض الوزراء والجهات الحكومية؟
فعلى سبيل المثال المادة الثانية من المرسوم وأخص البند (أ) ينص على أن من مهام ذلك الجهاز متابعة الطلبات والعرائض والشكاوى والتظلمات التي تقدم من المواطنين للجهات الحكومية أو الجهات المباشرة أو مجلس الأمة وفحصها للإسراع في البت فيها في إطار القوانين، وهنا نقف ونسأل: هل القوانين تسمح بتأخير بعض مكافآت الموظفين في كثير من الوزارات لمدة تزيد على 6 أشهر، رغم أحقيتهم لها وفق المستندات التي نمتلكها من بعض المشتكين؟ هل الأولى في خارطة الدعم الوظيفي أن نعطي الحقوق لمستحقيها أم يتم صرف آلاف الدنانير على حفلات التكريم لأشخاص كويتيين خارج الكويت ويبقى الموظف والمواطن ينتظر أجر عمل كلف به خارج نطاق عمله ويكون الرد «مازلنا نبحث في الموضوع» أعتقد أن المسؤولين تناسوا ما أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم «أعط الأجير أجره قبل أن يجف عرقه».
ونذكر القائمين على جهاز خدمة المواطنين بجميع مواد مرسوم إنشاء ذلك الجهاز، وبجانب هذا نذكرهم بما نص عليه الدستور ونخص المادة (41) والتي تنص على: «لكل كويتي الحق في العمل وفي اختيار نوعه، والعمل واجب على كل مواطن تقتضيه الكرامة ويستوجبه الخير العام، وتقوم الدولة على توفيره للمواطنين وعلى العدالة شروطه». وهنا يكمن السؤال وفق الكتب والشهادات التي لدينا، كيف يتم توظيف الوافدين حديثي التخرج، أي الذين ليس لهم خبرة، فيما يوجد كثير من أبناء البلد يحملون الكثير من الشهادات العليا وينتظرون فرج الله عز وجل في التوظيف؟ أمن المعقول أن نحضر وافدا نال شهادة الدكتوراه منذ عام لتوظيفه ونترك ابن الدولة الذي حصل على الشهادة منذ أعوام «صج لو قالوا الكويت عين عذاري» وهذا ليس فقط من شكاوى مقدمة لدينا مثبتة بأوراق رسمية فالمضحك أن لدينا خيرة القانونيين من أبناء الكويت ويقوم مسؤول كبير باستقطاب 15 وافدا تحت مسمى مستشار قانوني لدعم إدارته القانونية وهنا أقف وأبتسم وأذكر مسؤولينا بالمثل الكويتي: «ما يحك اظهيرك إلا اظفيرك».
وأنهي مقالتي بالعديد من الأسئلة التي لم أجد لها الإجابة وهو: هل هذا الجهاز بالفعل موجود أم أنه فقط مرسوم ورقي لم يفعل، أم أنه يرى دون أن يعاقب أو ينبه على أخطاء بعض المسؤولين..أم؟ أم...؟
والسؤال منا إلى مسؤولينا: كيف تريد من الجيل القادم أن يتحلى بالمثابرة والحرص على الدراسة وهو ينظر لمستقبله بأنه سيقف في صفوف من ينتظرون العمل دون أمل، بدلا من أن ينال ما يريده من وظيفته وفق القانون والدستور، والسبب أن من يجلس على كرسيه ليس ابن البلد؟
كلمة وما تنرد: عذرا لكل وافد على أرض الكويت ولكن السؤال لهم أيضا: هل تضمنون لنا وظائف في دولكم؟
[email protected]