نرمين الحوطي
رموز الجزائر، ورجالها وجسورها، مدنها الجميلة التي تعانق شاطئ المتوسط وتزينها الجبال والصحراء في جنوبها، عروس تتوج كل عام في عيد ثورتها واستقلالها، لا احسب انني طوال عمري سأنسى الحلم الكبير والايام الجميلة التي عشتها في الجزائر بلد المليون شهيد، بلد الكفاح الطويل، بلد عاش شعبه فترات زمنية والى الآن يطالب بالحرية، ويرفض الاستعمار على مدار اكثر من مائة وثلاثين عاما، من منا ينسى الوجه الجميل «جميلة بوحريد» الذي يطل علينا كل عام في عيد استقلال دولة الجزائر، جميلة بوحريد هي مثال لكل امرأة مناضلة لكلمة الحق والرفض للاستعمار، جميلة اسطورة، بل ملحمة تعيش في قلب كل عربي، خلدت في نفوسنا وفي تاريخ دول الاستعمار، جميلة عروس الجزائر خلدت وخلدت معها قصص كفاح هذا الشعب الذي حارب الاستعمار وعمل على اعلاء كلمة الحرية والوطن.
ان ثورة الجزائر الكبرى (غرة نوفمبر 1954 م) بنجاحها اضافت الى الجزائر والتاريخ العربي ملحمة بطولية، وصارت رموز هذه الملحمة صفحات ناصعة في تاريخنا امثال عبدالقادر الجزائري وجميلة بوحريد وكثيرين غيرهما.
ونحن الآن في عام 2007م نهنئ الشعب الجزائري على عيد ثورتهم، فهو شعب عندما تراه تشعر بالحزن الشديد في أعماقهم، ولكنه شعب ذو نظرة قوية صلبة عندما تدقق في أعينهم تشعر بالتحدي للزمن والقوة والصلابة والكرامة، شعب يحب الخير ويعشق الحرية، وهذا العام تلقب الجزائر بعاصمة الثقافة العربية وتستضيف كل جيرانها بكل الكرم والحب والعطاء، متلهفة لمعرفة المزيد من الثقافة العربية، وعندما تنظر الى مجدهم تجد مهد الصناعة والتجارة، وعندما تذهب لمصانعهم وانت في طريقك اليها تجد حملة عمرانية في هذه الدولة، شعبها يريد ان يسبق الزمن، لم يعش على ملحمات ابنائه السابقة ويقول هذا تاريخي، بل الى الآن يسجل في التاريخ كل تقدماته السياسية والاقتصادية والثقافية فهنيئا لكم يا شعب الجزائر في عيد ثورتكم المجيدة وهنيئا لنا نحن العرب بهذه الذكرى التي نذكر فيها ملحمة المليون شهيد، وهنيئا لكل امرأة عربية تدافع عن الحق والحرية من اجل الحرية التي قامت بها جميلة بوحريد وغيرها ليكملوا مسيرتها، عيد مجيد لك يا جزائر وعيد ميلاد يذكر العرب بتاريخ أمة ضحت من اجل الحرية.