«شعوب» كلمة بوسليمان، ذلك الأستاذ الذي تعلمت منه الكثير في حياتي العملية والدنيوية، كان بوسليمان يقوم بترديد كلمة «شعوب» أمامي عندما لا يعجبه موقف معين من شخص أو جماعة تسيء لنفسها ولموطنها أيضا، فكنت أسأله دائما: ماذا تعني بها؟ وكان الجواب: غدا ستتعلمين معناها بدون معلم.
في هذه الآونة الأخيرة التي نعيشها من أهوال سياسية واعتصامات ورفض وقمع حريات وكثير من الشعارات التي نسمعها سواء من الشعوب أو الأنظمة أصبحت أكرر كلمة معلمي بوسليمان «شعوب».
نعم «شعوبنا» في الماضي كانت تمتلك أعظم وأقدم الحضارات التاريخية، فمنطقتنا العربية كانت مهبط الديانات السماوية وامتازت بثوراتها السياسية، ومنها خرجت منها حضارة الفراعنة وبابل وسبأ وغيرها الكثير، وأراضيها كانت حضنا للديانة اليهودية والمسيحية وختامها الإسلام، رجالها ونساؤها كانوا انطلاقا للثورات السياسية فها هي دول المغرب أخرجت فرنسا من أراضيها ورفضت مصر والدول المجاورة القمع الانجليزي والإيطالي والفرنسي والألماني.
كنا شعوبا ترتقي ببلادها وترفع من حضارتها، عاشت شعوبنا تحت مظلة الأمة العربية الواحدة وتحت نظام واحد وهو إعلاء الراية العروبة بين الدول العالم، تلك هي الشعوب التي يرفع لها القبعة، تلك الشعوب التي كان يتمني بوسليمان أن يعيش زمانها، وتلك الشعوب التي كنت استشعر ألم نبرات صوت بوسليمان عندما يقولها كأنه كان يناجي أطلال تاريخ أمته فيما يراه اليوم من شعوبنا التي أصبحت فرجة وأضحوكة للغير، وهنا تعلمت دون معلمي وأصبحت أتلفظ بها كلما شاهدت الأخبار وما يحدث من سيناريوهات لا نعلم متى نهاية الحكاية ومن هم ممثلوها إلا فقط اقتصرت على كلمة واحدة «شعوب».
٭ كلمة وما تنرد:
أهلا بنابغة البلاد ومرحبا
جددتم العهد الذي قد أخلقا
لا تيأسوا أن تستردوا مجدكم
فلرب مغلوب هوى ثم ارتقى
فتجشموا للمجد كل عظيمة
إني رأيت المجد صعب المرتقى
عار على ابن النيل سبّاق الورى
مهما تقلب دهره أن يُسبقا
فتعلموا فالعلم مفتاح العلا
لم يُبق بابا للسعادة مغلقا
ثم استمدوا منه كل قواكم
إن القوي بكل أرض يُتقى
[email protected]