أثناء تواجدي خارج الكويت مع شقيقتي «أم عبدالرحمن» طرحت سؤالا عليها: أتدرين ماذا سأكتب في مقالتي عبر ما نشاهده من تغيرات سياسية؟ وإذا بها تجاوبني بإجابة صعقتني حيث قالت: «اخذي أجازة عقل، ولا تكتبي شي»، وهنا فكرت في ردها، فوجدت بالفعل أن الإنسان في هذه الآونة ليس له مقدرة على أن يأخذ إجازة للعقل ونعني هنا «التفكير»، والسبب الخوف مما يخفيه المستقبل للإنسان؟
المهم أحببت أن أعمل بنصيحة أم عبدالرحمن وآخذ «إجازة عقل» ولا أفكر في شيء ولا أتابع الأخبار كي لا أفكر في المستقبل، وأثناء الهدوء النسبي الذي عشت فيه بعض الساعات وصلتني رسالة إخبارية على هاتفي محتواها تحويل بعض الأشخاص الى النيابة للتحقيق في صفقة اختلاس تخص المولدات الكهربائية في الكويت عام 2007، وإذا بي عند قراءتها اضحك ضحكة تصل الى مسامع اختي، فسألتني عما يضحكني فلم تكن إجابتي لها أن الأخبار لا تقتصر فقط على الإعلام بل لابد أن نقوم بعمل حجب عالمي على ذهن الإنسان كي يتمكن من أن يأخذ «إجازة عقل»، وقمت بقراءة الرسالة لها، فقالت لي باستغراب: لماذا الضحك؟ هذا خبر يدل على الإصلاح في الدولة، فما كانت إجابتي لها: الأيام بيننا إذا رجعت المبالغ المالية التي سلبت من الدولة يا عزيزتي كان رجعت فلوس «المصفاة» أو «الحاويات» أو «الكاميرات» أو أشياء كثيرة سلبت من أموال الدولة من بعض المسؤولين الذين اقتصرت معاقبتهم على عزلهم من مناصبهم، أما «مال الدولة» فظل في إجازة مع عقول الآخرين.
٭ كلمة وما تنرد: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به».
[email protected]