نرمين الحوطي
هبوط البورصة جعل كثيرا من الأقلام يكتب وجعل كتاباتها ما هي الا رثاء لحالهم، ففي الآونة الأخيرة قرأنا تحليلات اقتصادية كثيرة، وكثرت التصريحات من قبل المسؤولين منها ما يؤيد وجود الأزمة ومنها من يقول انها «زوبعة في فنجان»، وبين هذا وذاك نجد ان من تأثروا بهبوط البورصة و«انخرب بيتهم» أصبحوا لا حيلة لهم الا الكتابة عنها، والجميل في هذا انه أصبح يوجد من يُشعر وينثر بهبوط البورصة، وهذا جميل في حد ذاته لتنشيط الحركة الشعرية، فعندما قمت لأرى الرسائل المبعوثة لي وجدت رسالة الكترونية كانت تحتوي على منظومة شعرية، وعند قراءتها تذكرت مقولة «الغاية تبرر الوسيلة»، فكل منا قرأ الشعر العاطفي والسياسي، ولكن ان يكون هناك شعر في البورصة فهذا جديد في ميادين الشعر والنثر «يا بودلال»، واليوم أحببت ان اطلعكم على رسالة «أبو دلال» لعله يغير من ميادين الشعر، وتكون له انطلاقة وبداية في الشعر العربي، يتيح له مكانا ما بين عنترة بن شداد وامرئ القيس وصلاح عبدالصبور وغيرهم من شعراء الشعر القديم والحديث، وها هي أبياته:
صــــــوت صفـيـر البلبلي
بالمحفظة يـــــا بــــو عــلـي
مــــــلأتــــهـــا بــــأســـهــم
مـــــن كـــــل سـهـم أهـزلي
وغــــــــرنـــي الـــمــؤشـــر
وأخـضـر حــتـى أزهـــر لــي
وقـلـت فـــي نـفـسـي لِـــمَ
لا أشــتـري سـهـــمـيـن لـي
قـسـمـت مـــالــي قــسـمـة
والـمـــال لــيـس مــــال لــي
حـــــددت سـعـر الـمـشـتري
بــــأمـر حتى أرســــل لـــي
مــبــتــسـمـا مــســتـأنـسـا
حــتـى أتـــــى مـــحـولـــي
مـــــــؤشـــرا مـــبـــشـــرا
بالـــــشـر والــمــشـاكـلي
فـــــــقـــــلـــت لا لا لا لا لا
تــكــــفــا لا لا تـــــنـزلـــي
بقـيـت وحــــدي جــــالـسـا
وأسـهـمـي تـــــــدودلــــي
وأنــــــا بـــــديــن غــــــارق
مـــن هـــامـــتي لأرجــلي
الـــــــديـن دب دب دلـــــي
والـفـقـر جـــــا جـــــاء لــي
وكــنـت حــقــا جــــــاهـــلا
فـــي الـلـعـب بـــالــتــداول
فــــــي نـقـطـة الـمـقاومـة
وفـــي نـقــاط الدعــــم لي
شـريت وتــــك تـــك كـــلي
مـضــارب صـــح صــح حلي
تسعــيـن شــــاة اشـتريـت
ومــثـلـهـــا وتـــــــدبــــلـي
ولــي بـقـى فــــي جعبتي
مـنـهـا فـقـط تـيـس وطـلي
حــــاولـت حـــل عـقـدتـــي
أبــــــت ابـــــد تــحـلـحـلي
ادركــــت انــــي خــــاســر
والمحــفـظـة لـــن تـمتـلي
ان كــــان حـــالـــي هـكـذا
اذهــــب إذن لـحـــائـــلــي
فـي دار أهــــل شمـــــرا
أهـــــل الـــعقال المائلي
فـي حــــد ظـــل طلحـة
يـــــروقـنـــي التــأملي
أقــــول تــحـت ظلـها
صوت صفير البلبلي