هي كلمة مستحدثة من الكلمات الكثيرة التي أصبحنا نسمعها بين الشباب إلى أن أصبحت كلمة مثبتة في قاموس اللهجة المصرية مما جعل بعض الشباب من الدول المجاورة لمصر والخليج أيضا يقومون باستخدامها فلم تعد كلمة «أنتخة» غريبة على اللغة العربية بل أصبحت إحدى مفرداتها اللغوية، هدفنا اليوم ليس من يقوم بترديدها ولكن إضاءتنا اليوم هي البحث عن مصدرها أو معنى تلك الكلمة الحقيقي في معاجم اللغة العربية وكيفية استحداثها وارتباطها مع الواقع الحالي، كل تلك الأسئلة نقوم بالتفكيك والتحليل للمحاولة للوصول إلى حالة الأنتخة.
في البدء نرجع لمصادرنا ومعاجمنا اللغوية فنجد أن «انتخة» عندما نقوم بحذف حروف الزيادة ونجعل الكلمة على وزن فعل تصبح الكلمة «نتخ» وتعني في معجم الصحاح: «النتخ بضم الخاء هو النزع والقلع.
نتخ البازي اللحم بمنسره. ونتخ ضرسه والشوكة من رجله. والمنتاخ: هو المنقاش».
ذلك هو معنى الفعل في لغتنا العربية إذا افترضنا بأنها مصدر لكلمة «انتخة» وبرغم الافتراض إلا أننا بعد التحليل والتفكيك نجد بأن «انتخة» هي كلمة عربية، ولكن كيف أتى ذلك الإثبات اللغوي لنا؟
قبل أن نقوم بالتحليل والتفكيك وجب علينا أن نفسر ما تعنيه «الأنتخة» بين جيل اليوم، يقوم الشباب بإطلاقها على أنفسهم أو على أصحابهم عندما يقومون بعملية شل كلي للجسم والعقل ليصل لدرجة الاسترخاء التام ليصبح الجسم والعقل في حالة من الكسل ومن هنا يطلق الفرد على نفسه «أنا امنتخ انهارده»، وبعيدا عن التفسيرات الأخرى نجد أن المعنى ينصب في بؤرة واحدة وهي الكسل ونزع العقل من التفكير ونزع الحركة أيضا عن جسم الإنسان وبهذا يصبح الجسم منزوع الإرادة ويصبح في حالة من «الأنتخة»، ومن هنا يبدأ ارتباط ما بين أصل الكلمة واستحداث الكلمة.
أصل الكلمة يعني النزع ومن قام بالاستحداث قام بنزع العقل والحركة عن الجسم ليجعل من جسده وعقله جثة هامدة غير قابلة للاستعمال، ومن هنا يبدأ السؤال لمن يقومون بتلك العملية بعدة وسائل قد تكون قانونية والبعض منها غير قانونية وبعيدا عن الوسائل وتعددها، السؤال الذي يتردد في فكرنا وفي تحليلنا: لماذا أصبحت مجتمعاتنا تقوم بنزع الفكر والحس لها؟
قضيتنا تدور بين ثلاثة محاور الفاعل والفعل والمفعول به، الثاني والثالث قمنا بمعرفتهما وما تبقى في قضيتنا وهو المحور الأساسي الفاعل «المنتاخ» كما ورد في المعجم اللغوي الذي ينزع الفاعل غير المعروف، وهنا تبقى قضيتنا معلقة لأننا لا نعرف من هو المنتاخ؟ ولماذا يريد أن ينزع عقول وحركة جيل المستقبل؟ ما الاستفادة؟
لا توجد إجابة صريحة فقط ما نصل إليه وفق ما نراه من صور في مجتمعاتنا لشباب سلبت عقولهم ونزعت حركاتهم وأصبحوا آلات رصد لآلات وبرامج مستحدثة لا فائدة منها غير أن يجعل مجتمعنا مجتمعا «مأنتخ».
٭ مسك الختام: قال مالك بن نبي: «الجهل في حقيقته وثنية لأنه لا يغرس أفكارا بل ينصب أصناما»،
[email protected]