لن أخوض اليوم في النقد الفني للفيلم a royal night out ولن أسرد قصة الفيلم لأترك للبعض متعة المشاهدة له، ولكن سطورنا اليوم سوف تسلط الضوء على تيمة القصة للفيلم وهي «الحرية».
الحرية لها من الصور العديد، فالبعض منها يعتمد على الحرية الشخصية والبعض الآخر يكمن في حريات المجتمع وقضيتنا اليوم نوع جديد من الحريات وهي توظيف الحرية لدمج الطبقات الاجتماعية لفئة موحدة.
إن الحرية لا تقتصر فقط على الفقراء بل في بعض الأوقات يحتاجها الأغنياء أيضا ليتحرروا من عبء الرسميات والروتين المالي لهم، كل منا مهما اختلفت الطبقات الدنيوية والمالية يحتاج بعض الوقت ليأخذ أنفاسه دون قيود ويتحرر من كل ما هو ممنوع بالنسبة لمجتمعه وشخصه.
تلك هي التيمة وذلك هو محور مقالتنا «الحرية» بعيدا عن قصة الفيلم، ولكن عندما قمت بمشاهدته ومتابعة أحداثه وجدت بأن الكل سواسية في طلب الحرية مهما اختلفت الطبقات والفئات، فالكل يحتاج الى أن يتحرر من القيود الاجتماعية والطبقية لبعض ساعات ليشعر بأنه «حر» في أرض الواقع.
عندما نشعر بتلك النشوة «الحرية» نرى المجتمع بصورة أخرى ونشعر بجميع الطبقات دون قيود لأننا نتعايش معهم دون أقنعة، فالقيود تجبرنا بأن نرى الشخوص من خلال حواجز تحجب الرؤية السليمة والالتحام بالآخرين ولكن عندما نقرر بأن نكسر الجسور فيما بيننا ونتعامل بمنطلق الفئة الواحدة ويندمج الأفراد لتصبحوا مجتمعا واحدا دون طبقية هنا نجد أن الكل يرى ما لا يراه بحرية مطلقة عكس ما يراه وهو يرتدي قناع طبقته سواء كانت الطبقة العليا أو عامة المجتمع، هنا نجد بأن من ينتمي للطبقات العليا يرى ما يحدث في طبقة الشارع والعكس بالمثل فعامة المجتمع عندما ينخرطون في طبقة علية القوم دون أن يرتدوا أقنعتهم يكتشفوا بأنهم شخوص مماثلة لهم فقط كل منهم تختلف أقنعتهم التي تبنى الجسور والحواجز في مجتمعاتنا، وهنا نجد أن الأغلبية يحتاجون ان يتنازلوا عن قناعهم بضع ساعات ليعيش معنى حرية المجتمع ويرى من خلالها الصورة الصحيحة لمجتمع دون أقنعة أو فوارق اجتماعية ليعيش حرية المجتمع.
مسك الختام: قال جان جاك روسو: «يولد الإنسان حرا، ولكنه في كل مكان يجر سلاسل الاستعباد».
[email protected]