د. نرمين الحوطي
قبل البحث في القواميس لتفقد معنى عنوان هذه المقالة، وبدلا من بحثكم عمن يتحدث اللغة الفرنسية لتسألوه، ما أعنيه من العنوان، وقبل أن تظنوا أنه إسقاط سياسي أو اقتصادي أو أنني أقصد هذا أو ذاك. عنوان مقالتي بسيط جدا وهو أداة تجميل لكل امرأة في الوجود «أحمر شفاه».
أحمر شفاه، هو حلم كل فتاة عندما تكبر لكي تقوم باستخدامه، وهو أداة كل امرأة تريد أن تتجمل لمن تحب ليعطي لها جاذبية، ولكن السؤال هنا: هل أصبح أحمر الشفاه الأداة التي تشعر الفتاة بأنها أصبحت أنثى في هذا الوقت؟ لا أعتقد!
في الأمس القريب كانت المرأة تتصف بالخجل والحياء وكان الشعراء ينظمون شعرهم في خجل المرأة ويصفون حياءها، واليوم أصبح الرجل يخشى من المرأة مما تمتلكه من قوة وجرأة، بالأمس كانت المرأة لا تقوم بوضع مستحضرات التجميل، إلا إذا دخلت بيت الزوجية، واليوم ـ ما شاء الله ـ الفتاة في المرحلة المتوسطة من العمر تعلم ما لا تعلمه أمها في فن المكياج وكيفية وضعه، بالأمس كانت المرأة ترتدي كل ما هو طويل ويستر جسدها، واليوم ما شاء الله أصبحت النساء يتشبهن في لباسهن بالرجال، فأصبحنا لا نفرق بين زي النساء والرجال، الكل أصبح يطلق عليه اسم مناسب للجنسين، وهذا ليس فقط في الملابس بل في العطور والأحذية وأشياء كثيرة نعلمها ولا أحب أن أذكرها، المهم مما ذكرته وما أريد الوصول إليه وأسلط الضوء عليه هو «الحرية»، كانت الحرية في السابق للفتاة تعني لها أحمر الشفاه، ولكن اليوم أصبحت الحرية لها معان كثيرة ومخيفة ودخيلة على مجتمعنا العربي والإسلامي.
عذرا أنا لا أنتمي للمتشددين والمتزمتين ولا أعد نفسي مصلحة اجتماعية، ولكنني أخشى على مستقبل أجيالنا، والسؤال هنا: أين الإعلام من هذا؟ بمعنى أوضح نجد أن الإعلام يقوم بتسليط الضوء على عدة قضايا ولكنه تناسى أهم قضية وهي السلوك والفرد، من منكم يقول لي كم برنامجا سواء كان إذاعيا أو تلفزيونيا يقوم بتناول قضايا الشباب وكيفية تسليحهم ضد المجهول؟
بل كم قلما لصحافي تناول بالكتابة موضوعات للشباب؟ أو سلط الضوء على سلوكياتهم التي لا تمت لمجتمعنا بصلة؟ الحصيلة لا شيء وهذا ما يجعلني أصرخ بأحرف قلمي وأكتب أن شبابنا يعيش في خطر وليس لديه من يوجهه ويتحاور معه، ليس كل شيء فقط على الأسرة والمدرسة، بل لابد أن يكون للمحيط الإعلامي بهؤلاء الشباب دور في تأسيسهم، وخير مثال على ما أذكره لأهمية دور الإعلام وما يترتب عليه من سلبيات هو تصريح لبعض المسؤولين في الدولة عندما يؤكدون أن الكويت يوجد بها كميات من المخدرات تكفي دول مجلس التعاون! دون أي تعليق بخطورة الموقف وخطورة المخدرات كما لو أنه يعلن عن دخول نوع جديد من «أحمر الشفاه» لكن لا أقول إلا الله يستر على عيالنا.. وسلامتكم.