كلماتنا اليوم لا تحاكي الوضع السياسي والاقتصادي بل حروف مقالتنا اليوم ما يجمعها معاني الوفاء بين تلميذة ومعلمها، سطورنا اليوم من الممكن ان تخص شخصية معنية وعلى الرغم من هذا إلا أن فحواها تعني الكثير من مجتمعنا، ما أجمل أن يمتلك الإنسان شخصا يحتويه ويدفع به إلى الأمام، شخصا يكون له مرآة عاكسة إذا أخطأ عاتبه وأبعده عنه وإذا أحسن أثنى عليه وأكمل له فرحته، ذلك هو معلمي وأستاذي الذي غاب عني كثيرا واشتقت إلى مناقشته ومجادلته التي في كل مرة تثمر لي كما هائلا من المعلومات التي كنت أفتقرها.
اليوم أكتب كلمات من الوفاء بحق أستاذي، فالأغلبية ممن يتابع مقالاتي وقرأ الكثير منها كان هو مصدر إلهامها أو مجادلة تمت بيننا من أجل معلومة قمنا بوضعها في سطورنا لقراءتها ذلك هو «أبو مبارك» الذي غادر وإلى الآن أنتظر عودة أبي الروحي لمجلسنا.
من منا لا يملك في قلبه وعقله شخصا يعني له الكثير ويكن له الاحترام والتقدير ويحلم في يوم ما بأن يصبح في المستقبل مثله؟ من منا لا يتمنى أن يكون له قائد ومعلم يدفع به ليسلك طريق نجاحه؟ ذلك هو أستاذي «أبومبارك» الذي كان على الدوام يصحح لي ما أقوم به من أخطاء، ويدفع بي للقراءة ليس فقط في مجال دراستي بل كان على الدوام يحثني على أن أنوع من قراءاتي، كان ومازال «الغائب الحاضر» لأنني في أي موقف أتذكر نصائحه وكلماته لي قبل أن أقدم على أي خطوة قد ترجع بي عندما أسيء التصرف وقد تدفع بي إذا أحسنت الفعل، ذلك ما علمه لي أستاذي، التريث وحسن الأداء وقلة الكلام والسمع بإدراك لمن يتحدث وقبل الحديث التعقل والتفكير في كلماتي التي سأتحدث بها وعند الكتابة حسن الاختيار واحترام القارئ لما أكتبه.
تلك هي القدوة الحسنة التي أصبحنا نفتقدها في تلك الآونة، واليوم عندما غادر أستاذي مجلسنا أدركت ما يفتقده مجتمعنا من معنى القدوة، فكيف يعيش الإنسان وهو لا يملك الحلم الذي يصبو إليه بأن يكون في يوم ما مثله أو على الأقل يحمل القليل من صفاته وعقليته؟ في نهاية سطور مقالتنا لا أمتلك إلا الدعاء لأستاذي بالرجوع بسلامة الله إلينا وعندما أصافح يده أقول له: كم اشتقت إليك يا معلمي.
٭ مسك الختام: من أقوال معلمي «الاعتذار عن الخطأ لا يجرح كرامتك.. بل يجعلك كبيرا بعين من أخطأت بحقه»
[email protected]