كثير ممن يدعون أنهم قاموا على تربية أبنائهم وفق أسس صحيحة وسليمة، وأغلبية المعلمين والمعلمات ممن يعتقدون أنهم قاموا بتربية الطلبة والطالبات وفق علوم التربية الحديثة، ومن هنا وهناك تكون حصيلتنا ونتاج من ظنوا أنهم أسسوا جيلا يعتمد عليه في المستقبل نقول لهم: ما قمتم به ما هو إلا تلقين لنظريات، أما التربية فما هي إلا ثقافة!
بعيدا عن مدارس علم التربية سواء أكانت قديمة أو حديثة ولن أخوض في نظريات وتجارب بل ما نسلط الضوء عليه اليوم هو ثقافة التربية، فلكل علم ولكل شيئ ثقافته، وما نصبو إليه اليوم هو كيفية غرس تلك المفاهيم من خلال اقتناع الفرد بها وتطوير أدائه من أجل تثبيت تلك المفاهيم في الفرد قبل المجتمع بأكمله.
قد يقول البعض إن كلماتنا اليوم ما هي إلا فلسفة لبعض المصطلحات وقد يظن الآخر أن سطورنا تقتصر على فئة معينة، ولكن ما نطرحه اليوم من خلال مقالتنا قضية عامة وليست خاصة، فالتربية لابد لمن يقوم بها أن يؤمن بمبادئها قبل أن يطبقها على الغير، فكيف نزرع ونحن لا نعلم ما نزرعه؟
لا تكذب.. لابد عليك أن تنام مبكرا.. لا تتلصص على الآخرين.. لابد عليك بعمل الواجب.. لا تؤخر صلاتك.. وكثيرا من «لا ولابد» التي تقال من البعض وهم بالأساس لم يقوموا بعملها وهم صغار ولا كبار لأنهم لم يمتلكوا ثقافتها، فعلى سبيل المثال لا الحصر نجد الكثير من أولياء الأمور والمعلمين يأمرون أبناءهم بالالتزام بالصلاة في أوقاتها والنقيض الذي يشاهدونه الأبناء بأن بعض الآباء والمعلمين هم بالأساس لا يقيمون الصلاة، فكيف تؤسس وأنت لا تمتلك ثقافة ما تقوم ببنائه؟
الثقافة ما هي إلا اقتناع والإيمان بشيء والبحث عنه والقراءة من أجله إلى أن تصل لذروة الشيء هنا تكون تشبعت بثقافة ما تبحث عنه وعندما تصل لتلك الذروة تكون امتلكت ثقافة الشيء وعندها يكون لك المقدرة على أن تغرس ما تثقفت به في نفوس الآخرين، فالتربية ما هي إلا مفاهيم من الممكن أن تكون كثيرة ولكن عندما تصل لذروة مفاهيمها تكون تمسكت بمفاتيح تربية نشء بأكمله، فالتربية ماهي إلا ثقافة!
*مسك الختام: تبدأ الحرية حيث ينتهي الجهل... فيكتور هوجو.
[email protected]