تبقى فلسطين شهداً بعيد المذاق ورغم صعوبة مناله، إلا أن مراد كل عربي أن يتذوقه، لكن متى؟ وأين؟ وكيف؟ جميعها علامات استفهام لا نعلم متى إجابتها ولكن كل عربي يجاهد ويعمل من أجل «فلسطين».
بالأمس القريب ودعنا العديد من الوفود العربية ضيوف مهرجان الكويت لمسرح الشبابي 2017 وأثناء العروض المسرحية قمت بطلب من أبنائي الطلبة بأن يقوموا بنقد بعض المسرحيات متى يسمح وقتهم بأن يشاهدوها وبالفعل قاموا بعملهم وبموهبتهم الفنية والنقدية ونشرت من خلال الصفحة الفنية لجريدة «الأنباء»، في البدء أتقدم بالشكر لدعم المسؤولين في جريدتنا للشباب وإعطاء الفرصة بأن يعبروا عن رأيهم والشكر موصول للأستاذ محمد الحسيني وزميلي مفرح الشمري، وبالرغم من نشر أعمال طلبتي، إلا أنني احتفظت بمقالة واحدة لطالبتي «شهد طارق» لتقديمها إليكم من خلال «محلك سر» لا لتميزها ولكن لعمق الكلمة وما تحتويه من مشاعر لفلسطين، قد يكون البعض كتب عن نفس العرض ولكن «شهد» جعلتنى كلماتها بأن نشتاق أكثر لشهد فلسطين، وإليكم سطور ما كتبته شهد في مقالتها النقدية عن مسرح لم تنل من شهد موطنها:
«مروح على فلسطين» مسرحية فلسطينية قدمتها فرقة مسرح الحرية من فلسطين، عرضت في المهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي في السادس عشر من أكتوبر لعام 2017 على مسرح الدسمة من إخراج ميكائيلا ميراندا.
يوحي لنا العنوان (مروح على فلسطين) بالأمل.. التمسك.. الحب.. عدم التخلي.. الخ، تتحدث المسرحية حول حياة ومعاناة الفلسطينيين في أراضيهم المحتلة، وناقشت القضية الأساسية وهي القضية الفلسطينية المستمرة أكثر من ستين عاما ومازالت إلى يومنا هذا، عرضت لنا حالة المواطن الفلسطيني وشعوره بالغربة رغم أنه في بلده، وأيضا تحدثت عن تماسك أهالي البلد بموطنهم عشنا معهم أملهم بأن فلسطين راجعة لأهلها في يوم ما.
نجد أن كل المشاهد الذي قدمت في العرض تعبر عن الحياة اليومية للمواطن الفلسطيني، فعرضت لنا المعاناة التي يعانونها في السفر والتنقل والخروج من مكان إلى آخر بنفس البلد ولكن رغم ذلك نجدها عرضت لنا حب أهالي البلد وتكاتفهم مع بعضهم البعض، ومساعدتهم لغيرهم.
وما يخص العرض المسرحي نجد أن المسرحية رغم بساطتها وغياب الديكور لكنها قدمت العمق ولامست عواطف الجميع، فكان العرض المسرحي متماسكا رغم ضيق المساحة، وعدم توافر أي ديكور في المسرحية فكانت خشبة المسرح خالية تماما، لكن الممثلين استطاعوا أن يقدموا من شيء بسيط إلى شيء عميق استطاع أن يلامس عواطفنا.
وما يخص الإضاءة المسرحية كانت بسيطة مائلة إلى الاصفرار ويدل هذا اللون على قلق ومعاناة ومشقة الشعب وما يعانون منه، وأيضا كانت هناك إضاءة مائلة إلى الاحمرار في مشاهد العنف وهذا يدل على القتل، الدم، الموت، الاستشهاد.
بينما الأزياء كانت ملائمة مع الجو العام في المسرحية فنجد جميع الشخصيات ترتدي اللون الأسود وهو لون يدل على الحزن.. والكآبة.. والحداد.. وعلى المعاناة الشديدة التي يعانيها هذا الشعب وما يشعرون به من ألم وفقدان سواء أب، أم، أخ، زوج،... إلخ.
في النهاية تعتبر القضية الفلسطينية هي قضية كل العرب نوقشت في العديد من المسارح العربية، فالقضية الفلسطينية ليست قضية شعب بل قضية أمة، أن مسرحيتنا ما هي إلا امتداد ما طرح في السابق فبرغم كل الأسى والظروف التي يمر بها الشعب الفلسطيني، إلا إنهم قادرون على أن يقدموا رسالة إلى العالم يعبرون خلالها بألسنتهم عن قضيتهم وتمسكهم بأرضهم.
مسك الختام: في يوم ما سننعم في شهد فلسطين.
[email protected]