محمد هو رسول الله وهو نبينا المصطفى، وهو مدينة العلم لمن طلب العلم والمعلومة والمعرفة.
وتعد القراءة أجمل المعاني والجليس المفيد للإنسان والكلمة الصادقة للقارئ ونور العين والعقل للمرء، قد تختلف القراءة ما بين الأمس واليوم وغدا، فكلما تقدم الإنسان في العمر اختلفت القراءات وتغيرت المفاهيم وتعددت الآراء والمعتقدات فما قرأته بالأمس تختلف مفرداته اليوم وتعدد آرائه غدا، ذلك هو الكتاب وها هو الإنسان، ولكن ما بين هذا وذاك يبقى التاريخ مثبتا لا يختلف ولا يتغير ويبقى رسولنا الكريم هو مدينة العلم والإمام علي كرم الله وجه بابها.
بالأمس البعيد عندما قرأت كتاب علي إمام المتقين للكاتب عبدالرحمن الشرقاوي كنت أجهل من صفحاته الكثير والعديد واليوم ومع تقدم السن وكثرة الخبرة والتوسع في العديد من القراءات وجدت أن ما قرأته بالأمس يختلف عما قرأته اليوم.
ما كتبه عبدالرحمن الشرقاوي في كتابه ليس توثيقا لتاريخ وسيرة الإمام علي كرّم الله وجهه ولا دفاعا عن نفسه أمام صديقه ثروت أباظة ولم تكن كلماته تنتمي لمذهب معين ولا دفاعا لفئة محددة ولكن سطور الكتاب ماهي إلا حقيقة عقيدتنا «اللهم صل على محمد وعلى آل محمد».
من الممكن ألا أكون من المبحرين في علم الفقه ولا سطورنا اليوم تكتب بقلم عالم الدين إنما حروفنا اليوم تكتبها ثقافة الحوار وكيفية البحث والتدليل ذلك ما قام به الشرقاوي اتخذ من موقف ثروت أباظة له وهجومه عليه نقطة لبداية كتابه علي إمام المتقين وقام بالتحليل والتدليل والتوضيح بأسلوب علمي فأبحر في بحور مدينة العلم لرسولنا الكريم وأخذ من الإمام علي رضي الله عنه مفتاحا لكل باب يريد الدخول له كما أوصى الحبيب المصطفى ذلك هو الإسلام وتلك هي وصية الرسول الله للمسلمين «تركت فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي».
٭ مسك الختام: من أجمل الملاحظات التي كتبها الشرقاوي في كتابه في الهوامش.. «تعمدت ألا أذكر أرقام الأجزاء أو الصفحات في المراجع اتباعا لرأي أستاذنا الشيخ محمد أبوزهرة الذي درس لي الشريعة الإسلامية عامين في كلية الحقوق فكان يرى ألا يكتب شيئا بأسماء المراجع أو أرقام الصفحات ومن أراد أن يأخذ منه وجب عليه أن يجد ويعرق ويتعب كما صنع».
[email protected]