كثير من الأقلام تقوم بتسليط الضوء على العديد من الأخطاء المتواجدة في وزارة التربية وقد تكون سطورنا واحدة من تلك الأقلام التي كتبت عن تلك الأخطاء ولكن يبقى السؤال: هل مازال يوجد علاقة وثيقة ما بين كل من الجهاز التربوي والأسرة في وقتنا هذا؟
تعددت الآراء واختلفت الاتجاهات من حيث المناهج والطرق التربوية المقدمة لأبنائنا ومن الآراء والتوجهات لا يتبقى لنا إلا تربية الأسرة وهنا تكمن قضيتنا.
بالأمس البعيد كانت المدرسة والأسرة وجهين لعملة واحدة، ففي الماضي كانت المدرسة والأسرة تعملان على تربية النشء وفق منهجية واحدة وهي البناء السليم لمستقبل ينير بالعلم وتقومه التربية، أما اليوم فنجد كلا من المدرسة والأسرة تقوم بالبناء والتربية وفق خطوط متعاكسة ومتضاربة مما ينتج عنه العديد من الأبناء عناصر غير مفيدة للمستقبل.
في الماضي كانت توجد علاقة وثيقة بين المدرسة والأسرة فكنا نجد إذا وجد تقصير في المدرسة كان ولي الأمر يسارع بالسؤال عن ذلك وتلك العملية كانت بالمثل إذا وجد تقصير من قبل الأسرة كان المشرف الاجتماعي يسارع بالاتصال على ولي الأمر لمعالجة الأمر، أما اليوم فنجد العديد من المدارس يقومون بتحديد يوم في الشهر للاجتماع مع أولياء الأمور للحديث عن المستوى التعليمي للطالب وإن وجد تصرف عائق يصدر من الطالب ينتظر المدرس لذلك اليوم لتبليغه لولي الأمر دون الوجود لحلول فقط للتبليغ، أما أولياء الأمور إذا وجدوا مستوى أبنائهم غير المطلوب قاموا بالاتفاق مع مدرس خصوصي لتدريس أبنائهم وأصبحت للتربية وجوه أخرى!
ان التربية لا تقتصر على كم التحصيل من المعلومات دون الكيف من تلك المعلومات، بل إن التربية لا تغرس في عقول أبنائنا إذا لم تتفق كل من الأسرة والمدرسة في خط تربوي له بداية ووسط ونهاية، فالتربية ليست بمعلومات كتبت بل التربية أخلاق وسلوك وأسس قبل أن تكون كلمات تلقن وتحفظ وتكتب، فالتربية هي أساس النشء فمتى توافق كل من المدرسة والأسرة في تكوين النشء أصبحت التربية لا تمتلك وجوها أخرى!
مسك الختام:
ليس اليتيم من انتهى أبواه من هم الحياة وخلفاه ذليلا...
إن اليتيم هو الذي تلقى له أما تخلت أو أبا مشغولا
[email protected]