أصبحنا في تلك الآونة نقوم بتغيير الموجات لا كرها فيما نسمعه أو نشاهده، بل هو أمر مفروض علينا بأن نغير الموجة!
حروفنا اليوم لا تمتّ بصلة للمسلسلات أو البرامج التي تبث عبر القنوات الإعلامية والفضائية، بل كلماتنا تسلط الضوء على البث المباشر من واقعنا المعاش!
نعم أصبح مجتمعنا يحتوي العديد من الأحداث التي تجعلنا نتابعها ونتابع أحداثها من خلال ما يكتب عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو ما نسمعه من مجالسنا ومجالس الآخرين وعند وصولنا للذروة نجد أننا غيّرنا الموجة وانتقلنا لموجة أخرى دون أن نصل لنهاية الحدث، ومن هنا وهناك إليكم بعضا منها:
٭ موجة «الخارجية» وما يندرج تحتها من مكاتب سواء أكانت ثقافية أو عسكرية أو صحية وغيرها من جهات حكومية التي تحتويها سفاراتنا في الخارج، بالأمس سمعنا عن موجة تقول: انه لن يجدد! ولن يسمح! وقرأنا عن صدور قرار بعدم السماح لأي موظف بالعمل لأكثر من 4 أعوام في سفاراتنا أو في الجهات الحكومية الأخرى ذات الصلة بسفاراتنا في الخارج، وفجأة نغير الموجة لأنه يوجد العديد من موظفي الدولة في العديد من الجهات الحكومية تتعدى الأربع سنوات ومازال يمدد لهم في العمل خارجيا!
٭ موجة تزوير الشهادات أخذت الكثير من الوقت في السماع والقراءة من أحداث تخص تلك القضية إلى أن وصلنا للذروة بسماع الشهود والقبض على المتسببين في ذلك الجرم الذي يعد كارثة علمية وعملية، وها نحن ظننا أننا سنصل إلى النهاية ويكشف الستار عن المزورين لشهاداتهم ومعرفة المتورطين بالأسماء ومعاقبتهم، وبدون أي أسباب وحلول وجدنا أنفسنا بأننا غيرنا الموجة!
٭ موجة سياحية، سمعنا أن الكويت ستكون مركزا سياحيا وابتهجنا بالقرار الذي ألزم جهة مختصة بأن تجعل من عروس الخليج مركزا سياحيا ووجهة سياحية للآخرين وبسرعة البرق غيرت الموجة برغم وجود الجهة المسؤولة ولكن دون إنجازات ملموسة ومحسوسة فقط أصبحت الموجة دون مستمعين ومشاهدين مما جعلنا نغير الموجة على السريع.
٭ موجة تربوية، بدأ البث مع بداية العام الدراسي الجديد 2018/2019 وحدث ما حدث وأصبحنا في ذروة الحدث ننتظر النهاية لعقاب المتسببين في «المكيفات» وما زلنا ننتظر الفاجعة لنصل إلى النهاية ولكن من الملل قمنا بتغيير الموجة.
٭ موجة زراعية، سمعنا وقرأنا العديد من القرارات وقبلها الخلافات ما بين مسؤوليها ومن بين ذلك الصراع الدرامي ما بين القوتين المتضاربتين نتج قرار بأن وجب إكثار سبل الترفيه المقدمة للمواطن عفوا قبل تغيير الموجة كم من حدائق زراعية مجهزة تمتلكون لكي توضع خطط الترفيه بها؟!
* مسك الختام: وما زلنا نسمع ونقرأ لنغير الموجة دون الجذب والإعجاب لتلك الموجات، فقط محلك سر.
[email protected]