«إن أكثر ما يثير التفكير هو ما لم نفكر فيه بعد» - (الفيلسوف الألماني هايدغر).
بدأنا نرى مؤخرا ظهور الكثير من تطبيقات الذكاء الاصطناعي (AI) وتأثيرها على المجتمع وحتى المؤسسات، على الجانب الآخر ما الذي سيفعله الذكاء الاصطناعي في مجال علوم الصيدلة؟
جوانب بحثية:
نعم، إن تأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل الصيدلة من شأنه أن يكون عميقا وإيجابيا، إذا تم استخدامه بالطريقة الصحيحة والفعالة، فمن الممكن أن تفتح تقنيات الذكاء الاصطناعي في الصيدلة أبوابا جديدة لتطوير الأدوية وتحسين عمليات التصنيع والتطوير والاكتشاف.
مؤخرا، أعلنت شركة جلاكسو الدوائية عن صفقة جديدة بقيمة 43 مليون دولار في هذا المجال فيما تدرس شركات أدوية أخرى منها ميرك وجونسون وشركة سانوفي الفرنسية إمكانية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي من أجل تصحيح مسار عملية البحث عن أدوية جديدة.
إن نظام الذكاء الاصطناعي يمكنه أن يساعد الشركات الدوائية على أن تتوصل إلى الأدوية المرشحة للتصنيع في نحو ربع الوقت المعتاد وبربع كلفة الأساليب التقليدية.
الخدمات اللوجستية:
مع تقدم التكنولوجيا بوتيرة متسارعة، ظهرت فرص جديدة لتحسين الرعاية الصحية وإدارة الأدوية، البدء في تطبيق استخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة سجلات الصيدلة والمستودعات والمخازن الدوائية سيحسن من جودة إدارتها وإدارة الخدمات الصيدلانية الأخرى، وباعتقادي هي الوسيلة الأفضل لتفادي تصادم النظام التقليدي المتبع بالنظام الذكي الحديث.
النظام التشغيلي في الصيدليات:
تخيل معي، تأتي إلى الصيدلية، تملك هذه الصيدلية أتمتة ذكية وبرمجيات متخصصة بالتشغيل الآلي، سيأخذ الصيدلي الوصفة منك وبضغطة زر واحده ستتوافر جميع الأدوية التي تحتاجها، لن يقضي الصيدلي بعد الآن وقتا طويلا في تنفيذ مثل هذه المهام الروتينية العادية فضلا عن الجهد المبذول، كل ذلك سيتم اختصاره عن طريق الذكاء الاصطناعي، وهو ما يساهم في تعزيز الإنتاجية وزيادة تركيز الصيدلي في صرفه للدواء وستمنحه الوقت الكافي للعمل بشكل وثيق مع المرضى.
فعلا ما هو الأمر الذي لم نفكر فيه بعد فيما يخص مجال الصحة في الكويت؟!