في مؤتمر المانحين والفزعة للشعب السوري الذي عانى ومازال يعاني من ويلات القتل والتدمير والتهجير من أرضه إلى أصقاع الأرض البعيدة أو القريبة المجاورة وغير المجاورة وبمبادرة مخلصة من الكويت وأميرها عقد مؤتمر المانحين الأول والثاني في الكويت من أجل تخفيف المعاناة عن الشعب السوري الذي ابتلي بكارثة إنسانية لم يشهد العالم على مر السنين حالة مشابهة لها وهي أن تكون الحرب بين نظام وشعبه وينتج عنها قتلى بمئات الألوف وأرامل وأيتاما وشيوخا ومعاقين فضلا عن الأطفال الذين يصارعون من أجل البقاء ولكن جهودهم الذاتية عجزت عن أن تقاوم الطبيعة القاسية من برد قارص وأمطار جارفة وخوف مرعب وانتظار لكارثة تقع بعد كارثة، وأبصار شاخصة ترنو إلى الأفق البعيد وتتساءل هل من مغيث؟ ويأتي الفرج من دعوة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد للأمم المتحدة لتقديم الفزعة الإنسانية فيهب العالم ملبيا لدعوة الأمير المفدى أن لبيك يا صاحب السمو ويجتمع أكثر من نصف العالم حضورا والنصف الآخر مؤيدا في الكويت، ذلك البلد الصغير في مساحته والكبير الكبير في قيمه وعاداته ومساهماته ودوره الإيجابي في الشؤون المحلية والإقليمية والعربية والإسلامية والعالمية ويجتمع العالم بكل أطيافه في الكويت استجابة لنداء صاحب السمو الأمير المفدى الذي أطلق استغاثة مدوية بأن أغيثوا الشعب السوري واعملوا بكل جهد ممكن لتصحيح الوضع السياسي في ذلك البلد الذي يعاني من آثار نكبة حقيقة بكل المقاييس وتمت الاستجابة، والوفود التي شاركت في مؤتمر المانحين الأول والثاني لم تخل كلماتهم من الإشادة الصادقة بموقف الكويت أميرا وحكومة وشعبا، ولعل النتائج التي انتهى إليها مؤتمر المانحين الأخير خير شاهد على دور الكويت وأميرها في التأثير الإيجابي على مستوى العالم كافة، فبرزت الكويت بوجهها المضيء الشامخ وأصبحت قوة لها وزنها الكبير في التأثير في مجريات الأمور التي تتعلق بالجوانب الإنسانية بفضل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الأمير، ولا أدل على ذلك من تصريح الأمين العام للأمم المتحدة بأن أمير الكويت بطل من أبطال الإنسانية في العالم، وهذا الاعتراف الأممي يجعلنا نقف إجلالا وتقديرا لصاحب السمو الأمير الذي أصبح بكل فخر رمزا من رموز الإنسانية في العالم ونحن نجزم بأن جائزة «نوبل للسلام» قليلة بحق رمز الكويت وقائدها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، فمن يحرك أهل السويد لتكريم صاحب السمو بجائزة نوبل، خاصة أن العالم كله يرى أن الأمير المفدى هو البطل الحقيقي للإنسانية على مستوى العالم ولعل ما يسوؤنا على المستوى المحلي في الكويت أن هناك بعض الحمقى والسفهاء ونفرا غير مسؤول، دأب على التقليل من قدر أميرنا ورمزنا من خلال بعض قنوات التواصل الاجتماعي التي تتداول بعض المفردات اللغوية النابية وغير الحصيفة بحق رمز الكويت الأول صاحب السمو، فمعذرة يا والد الجميع عما يقوم به بعض الخارجين على القيم والأخلاق الحميدة.