في الوقت الذي كنت أراجع أعمالي مع مدير تحرير مجلة المجتمع، ونحن نتحدث عن صحة نائب رئيس تحرير مجلة المجتمع، المغفور له بإذن الله د.عصام الفليج، خرج مدير التحرير من مكتبه، حينها وصلتني رسالة تبلغني بوفاة د.عصام وأنا غير مصدق، وإذ بي بلا شعور أتصل بولده محمد الفليج قائلا عظم الله أجرنا وأجركم الخبر الصاعق.
تعرفت على د.عصام قبل عملي معه في المجتمع وكانت معرفتي معه بسيطة في بدايتها، ولا أخفيكم القول بأنني وددت الاقتراب منه وذلك لشعوري النفسي بنقاء هذا الإنسان، وفعلا كنت حريصا على أي دعوة يكون الدكتور عصام موجودا فيها، زرت ذات يوم د.خالد المذكور في اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق الشريعة الإسلامية، وإذ بي أرى د.عصام الفليج شعلة من النشاط المتقد في العمل والفقيد، رحمة الله عليه، كان متزنا في كل شيء وكانت له، رحمه الله، شبكة عظيمة من العلاقات الاجتماعية، ويمتاز بحب الناس وكل أطياف المجتمع، وكان، رحمه الله، حريصا على توضيح العمل الخيري لكل فئات المجتمع، فقد رأيته يذهب مع الفنانين والرياضيين وكبار السن في رحلات خيرية.
وكان، رحمه الله، يحترم كل فئات المجتمع فلا يفرق بين أبناء المجتمع الكويتي، وكذلك كان يأخذ بيد الفرق التطوعية، وكان الدكتور عصام حريصا على عمله الخيري بصمت وعلمت من غيره دعمه للكثير من المساجد في أوروبا ومنها ألمانيا والنرويج.
كان د.عصام، رحمه الله، يجلس معي ويشعرني كمسؤول في المجلة ويأخذ رأيي في كل شاردة وواردة ويناقشني في أبسط الأمور.
لقد رحل عنا د.عصام كجسد لكنه أسس لنا عدة مدارس منها وهي البناء للعلاقات الاجتماعية وتنوعها، وكذلك العمل بصمت دون النظر لأي صعوبة.. اللهم إني استودعك أخي د.عصام، وأسأل الله أن يجمعنا به تحت ظل عرشه.
[email protected]