أمرنا الله عز وجل ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بألا نفرح بالمصائب، وهناك حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم (يا أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية). لكن للمصائب فوائد جمة تجعلك كإنسان تشكر هذه النوائب، وكما قال الإمام الشافعي:
جزى الله الشدائد كل خير وإن كانت تغصصني بريقي وما شكري لها حمدا ولكن عرفت بها عدوي من صديقي
إن جائحة كورونا التي نعيشها الآن أعطتنا الكثير من المواعظ والدروس، لعل أولها الاشتياق إلى بيوت الله تعالى وأداء صلاة الجماعة وأهمية صلة الرحم والتواصل الذي كان عند البعض إن لم معدوما كان يقوم بها على مضض.
إن وباء «كورونا» أعاد لنا الثقة في الحكومة بعد العمل الجبار الذي تقوم به ونزول الوزراء للشارع والتواصل مع الناس وأهمية وجود الناطق الرسمي باسم الحكومة والوزارات، وهو أمر يرضي الناس.
ان جائحة كورونا استطاعت ان تفتح ملفات تحدث عنها العديد من أهل الاختصاص ولم تكن أولوية حكومية كتجار الإقامات والخلل في التركيبة السكانية، فلولا كورونا لم تكن الحكومة لتعالج هذه الجناية في حق الكويت.
إن جائحة كورونا أعادت الثقة بالمواطن الكويتي الذي هو حجر الزاوية في بناء الكويت، وان هذا الوباء أثبت الحصافة السياسية للخارجية الكويتية.
هذا الوباء أيضا جمع الكويتيين والمقيمين على الكويت وانتفت كل الفوارق للقضاء على هذا الوباء من خلال تعاونهم مع السلطات الصحية والأمنية.
لقد أخرست جائحة كورونا كل من يريد التكسب باسم الكويت، ومن فوائد كورونا أننا لم نشاهد إلا من يحب الكويت حقا واختفى كل من يحاول العبث بالوحدة الوطنية أوالتفريق بين أبناء المجتمع.
وأثبتت جائحة كورونا بالإضافة إلى حب الكويتيين لبلادهم ولاء وحب المقيمين بصورة غير قانونية (البدون) للكويت وأثبتوا أن الولاء ليس مجرد ورقة تعطى وإنما هو دم يسري في العروق ويجب أن ينالوا حق المواطنة والعمل والراحة النفسية.
وأثبتت «كورونا» أهمية العمل الخيري، فلأول مرة في تاريخ الكويت تجتمع الجمعيات الخيرية لهدف واحد هو إنقاذ كل محتاج وبرعاية وزارة الشؤون. كما أن جائحة كورونا أيضا قربت الناس إلى الله وأيقنوا بأن هذا الفيروس هو جند من جنود الله تعالى.
نكشة: حب الكويت فعل. شكرا أيها المتطوعون والمتطوعات، أنتم فخر الوطن. التكريم واجب لهم.
[email protected]