قبل 13 سنة، فرضت سلطات الكيان الصهيوني الغاصب حصارا على قطاع غزة على إثر فوز التيار الإسلامي (حركة «حماس») في الانتخابات التشريعية، ويشمل ذاك الحصار منع أو تقنين دخول كل المحروقات والكثير من السلع، بالإضافة إلى الكهرباء، وهنا لا أعلم ما المطلوب من التيارات الإسلامية لكي تسير أمور البلاد والعباد والشراكة مع المجتمع؟! وكأن «الديموقراطية» ممنوعة على التيارات الإسلامية، ويجب أن تكون النتيجة في أي انتخابات لا يكون للإسلاميين نصيب فيها! هذا والدولة الفلسطينية تحت الاحتلال الصهيوني، فما بالنا لو أن فلسطين دولة مستقلة ذات سيادة، تحت حكم القيادات الحالية، لأصبحت الدماء كما يقول المثل العربي «إلى الركب»!
إن الأمر الخطير في الحصار على غزة ليس من الصهاينة، فهم كما قال تعالى: (كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون) (التوبة: 8)، بل إننا نعتب على الدول العربية والإسلامية، وخاصة الجارة الكبرى لغزة وعمق الأمة العربية جمهورية مصر العربية التي دائما ما تغلق معبر رفح المتنفس الوحيد لغزة.
إن آثار هذا الحصار الجائر ألقت بظلالها على أهل غزة، فأصبحت البطالة السمة الغالبة للغزيين التي وصلت إلى 56%، حسب المصادر الرسمية، ووصل خط الفقر في القطاع إلى 65%، وأصبح أكثر من 80% من الشعب الغزاوي يعتمد على المساعدات الدولية، وبعض الدول العربية، ومع ذلك نجد هذا الشعب الصابر الذي يتعرض منذ 13 سنة إلى هذا الحصار الظالم، نجد أنه قد خرج أكثر من 20 ألف حافظ لكتاب الله عز وجل، ووجود 2226 حلقة تحفيظ، وظهرت الصناعات اليدوية في القطاع، بالإضافة إلى الدور المهم للمرأة الغزاوية التي استطاعت أن تربي للأمة جيلا من أبناء المقاومة الذين لا يرضون بالمهانة والذل، وهم فعلا من قدم للأمة المعنى الحقيقي للعزة والكرامة، وأدخلوا مصطلحا جديدا بعنوان «أهل غزة العزة».
إن المساعدات التي تقدم من بعض الدول الإسلامية لا تفي بالغرض المعيشي لأهلنا في غزة، ويجب علينا أن نعمل على زيادة هذه المساعدات، وعلى الدول العربية والإسلامية العمل بطريقة واقعية والشعور الحقيقي بأن أهل غزة وفلسطين هم أهلنا حقيقة، وليس لتسجيل موقف سياسي.
وأقول لأهل غزة خاصة، وفلسطين عامة: عذرا، فنحن لا نملك إلا الكلام، ونحن عاجزون عن نصرتكم إلا بالدعاء، ونبرأ إلى الله من المواقف السياسية المتخاذلة التي لا تعبر عن رأي أغلب الشعوب العربية، وأنا أستثني دور الكويت الذي أفخر به كأحد مواطنيها، فلدينا أمير وضع نصرة فلسطين وغزة نصب عينيه، ومجلس أمة (البرلمان الكويتي) أخذ طرد الصهاينة من الاتحاد البرلماني الدولي هدفا له، وجمعيات خيرية هدفها الأول إغاثة فلسطين، وهذا هو جهدنا.. فعفوا غزة.
نكشة: «من دون صهيون بذتنا صهاينا»
[email protected]