كثير من العرب لا يعرف الفنان العراقي «حضيري بوعزيز» وهو أشهر من غنى الأغاني العراقية الحزينة، فقد كان حين يغني يمسك المسبحة في يده، وحين سئل عن سبب وجودها معه دائما قال لهم «سوله»، ومعنى كلمة سوله في اللهجة العراقية «عادة».
من أشهر أغاني الراحل حضيري أغنية «هلي يا ظلام هلي» الذي يلوم فيها أهله لأنهم «ما جابوا ولفه له»، وقد نسينا كثيرا من أغانيه القديمة الجميلة التي كنا نرددها سابقا، ولكن الرئيس الأميركي ترامب جعلنا نتذكره في ليلة الخميس الماضي.
هناك أغنية كان يرددها الجميع حين يشعرون بأن ظنهم قد خاب بمن ظن أنهم أحبابه أو أصدقاؤه أو إخوانه، تقول كلمات الأغنية «متعود على الصدعات قلبي» ونشكر ترامب الذي أعاد الى الذاكرة تلك الأغنية المنسية بعد إعلانه واعترافه بأن القدس عاصمة إسرائيل.
فنحن كعرب تعودت قلوبنا منذ زمن بعيد على الصدعات من كل الرؤساء الأميركان، فليس هناك فرق بينهم، فقد تعودنا على لعبهم بنا مثلما كان يلعب حضيري بالسبحة، فلعب الرؤساء الأميركان هو سوله تعودوا عليها ونحن معهم «متعودين».
«السوله» الثانية التي تعودنا عليها هي قيام البعض بطلبهم التصويت على روابط رفض ذلك القرار، وهي طريقة يستخدمها تجار المواقع الإلكترونية من أجل الدعاية لأنفسهم بأنهم مهمون ويقودون المجاميع العربية، وكأن التصويت العربي سيجعل الإدارة الأميركية لن تنام ليلتها بسبب الخوف من تصويت العرب والمسلمين.
سأشكر ترامب أولا لأنه جعلنا نترحم على حضيري بوعزيز، وأذّكر كل المسلمين والعرب بقول الله عز وجل (ولينصرن الله من ينصره)، ففي تلك الآية وعد، لكنه وعد مشروط، فحققوا الشرط يحقق لكم القادر على كل شيء الوعد إن كنتم صادقين بحبكم للقدس.. وفهمكم كفاية.
أدام الله القدس عربية وعاصمة لكل الديانات الربانية، ولا دام من يتكسب بها من أجل إعلانات تجارية. [email protected]