صالح النغيمش
الكل يسأل عن المشاريع الإسكانية ومتى يتم انشاؤها، والهيئة العامة للإسكان تطلق التصريحات تلو التصريحات التي لا طائل منها، وكثيرا ما نسمع ونقرأ بالصحف انها ستبدأ في بداية العام المقبل بإنشاء المدينة الفلانية ويأتي «العام المقبل» دون أن نرى شيئا «نسمع جعجعة ولا نرى طحينا».
فمنذ أن كان بدر الحميدي وزيرا للإسكان ونحن نقرأ بالصحف ان هناك مناطق جديدة ستعمل الوزارة على معالجتها وأحيائها لتكون مدنا صالحة للسكن ولتخفف من حجم الطلبات الإسكانية المتراكمة، وايضا عندما تسلم النائب عبدالواحد العوضي قيادة الوزارة أكد ما قاله سلفه على العمل لإنشاء مدن جديدة هي (غرب هدية ـ شرق الأحمدي) وإلى يومنا هذا لم تنجز الهيئة العامة للرعاية السكنية أيا من تلك المشاريع واتجهت لبناء مدن في شمال الكويت وجنوبها ومازالت في طور الدراسة وإرساء المناقصات، أي لابد من انتظار 10 سنوات مقبلة لنرى هذه المدن على أرض الواقع من الناحية الفعلية.
نحن لا نعرف من هو وزير الإسكان المقبل، لكن لابد ان نعي حقيقة المشكلة، فالطلبات تتزايد والأسر ازدحمت ولا تستطيع العيش في شقة صغيرة مكونة من 3 أو 4 غرف، فوزيرة الإسكان الحالية موضي الحمود لديها نظرة ثاقبة وقدمت أفكارا سهلة التطبيق لكنها لم تمكث في الوزارة طويلا ونتمنى إنجاز المشاريع التي لدى الهيئة العامة للإسكان، فالهيئة يقوم على هرمها رجال دولة حقيقيون نتمنى منهم مواصلة جهودهم لتحقيق الآمال والأحلام، وان ينظروا أو يعيدوا النظر في بيوت خيطان التي ثمنت أخيرا لأصحابها وان تنشأ مدينة جديدة مكانها للطلبات الإسكانية دون فرض قانون المزايدات ويتم هذا من خلال التنسيق مع اللجنة الإسكانية في مجلس الأمة، وايضا بيوت أبوفطيرة التي ستتم عليها مزايدات تصل الى 100 الف دينار لصاحب الطلبات الإسكانية (لو عندهم 100 الف جان شروا من زمان).
السؤال هنا:
ما هو القصد من هذا كله؟ هل تريدون حل المشكلة الإسكانية فعلا أم انكم تريدون تعقيدها وخلاص؟ فهناك اراض داخل الديرة لو استخدمت استخداما صحيحا فستساهم مساهمة جبارة في حل هذه المشكلة أو جزء منها فعلى سبيل المثال (غرب هدية ـ شرق الأحمدي ـ أبوفطيرة ـ أبوحليفة ـ خيطان) تستوعب لأكثر من 15 الف طلب اي نحو 100 الف نسمة ضاقت عليهم مساكنهم الصغيرة ويريدون العيش مع أسرهم بما يحقق لهم الرفاهية فيما تبقى من عمرهم الذي وصل الأربعين عاما وهم محرومون من ان تتحقق أمانيهم بعد هذه الوعود التي أصبحت لهم مثل الاسطوانة المشروخة أو الإبر المخدرة التي لم تعد تنفع لكنهم الآن على استعداد تام لأي مدينة تختارونها بشرط بأقصى سرعة لأنهم يرون الأمور صعبة جدا والموضوع «يا تلحق يا ما تلحق».