صالح النغيمش
توصل الأطباء في الولايات المتحدة الاميركية لدواء على شكل اقراص لفك الانجذاب العاطفي الذي يؤرق العشاق والمحبين والمعجبين الذين يكونون حبيسين لتلك الحالة والتي من الممكن ان تؤثر في انتاجيتهم في الحياة وانقاذهم من الاندفاع الجنوني الذي يحملونه لمحبيهم وان يتعاطوا مع هذه المشاعر بشيء من السخافة والانتقاد وينتقلوا بذلك من المعطيات الحسية الى المعطيات المادية ويدخل ذلك في الجهاز العصبي للانسان.
نحن نجزم بأن هذا الدواء ليس له داع في منطقتنا العربية لاننا اصلا غير منتجين، لذلك فالتعلق العاطفي افضل مليون مرة من ان يفكر المواطن العربي بأي شيء آخر مثل القتل والسرقة والصعلكة «والحنشلة».. الخ، وحتى لو لم يسرف او «يُحنشل» او يتصعلك او غيره فماذا لديه هذا المواطن المسكين غير ان يشرع ابواب عاطفته التي تعتبر ملاذه وروحيته الباسقة التي يستشف بها الحياة فينام ويصحو على تفاصيلها الدافئة وهي في حقيقة الامر عجلة منطقية لهذه الجزئية ليواكب المواطن العربي امور حياته فهو اصلا غير منتج والافضل له ان يعشق ويحلم ويردد «بحلم بيك انا بحلم بيك» او «ليلة لو باقي ليلة».
نحن لا نعرف ماذا نريد والحب لدينا احساس مرتبط ارتباطا كليا بطبيعتنا البشرية ووجه التشابه بيننا وبين اليابانيين والالمان والهولنديين والاميركان وغيرهم من البشر المنتجين هو الاحساس وعلاقة الحب بين العشاق بالاضافة الى «الاشقرار» الناقع، والطول الفاره والذكاء الخارق فهم يعمرون دولهم يوما بعد يوم ونحن نستجوب يوما بعد يوم هم يتجاوزون الصعاب والكلام الفاسد ونحن نصنع الكلام الفاسد لنقول لبعضنا «هذا كلام فاسد».
هم يصنعون الطائرات ونحن نركبها ونطير بها ونتجول بين العالم فهم ليسوا افضل منا فنحن نعشق كما هم يعشقون والخلاف بسيط جدا فهم يهدمون كنيسة دون اية ضوضاء ونحن نقوّم الدنيا ولا نقعدها لو هدم مسجد بقصد التنظيم فمن يرد ان ينظم فليبتعد عن المسجد «الكيربي» فهو بيت الله في الارض، هم لديهم مترو انفاق تحت الارض ينقل الركاب بطريقة سلسة ونحن نخرج من الصباحية صباحاً وعند نقطة الدائري السابع توقفنا اشارة الدائري الاول «وينك يالحميدي ابو القوّاصات» نحن مثلهم بالضبط واكبر دليل اننا نعشق كما هم يعشقون ونكتب بالحب مثلهم ولربما نستطيع التنظير في هذا العشق فنحن افضل من بعضنا.
«فمهما كانت مراكز الاشخاص او اوضاعهم فالحقائق متشابهة.. جميعهم يبحثون عن مشاعر صادقة واناس اوفياء، لان الاحساس الداخلي هو الذي يصنع حقيقة الاختلاف» فهذه هي مشاعرنا وغيره لا تدور.