Note: English translation is not 100% accurate
الفن الغائب
السبت
2006/9/16
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1589
بقلم : صالح الشايجي
كان الفن والأدب والشعر والرسم والمسرح وغيرها من فنون تسير في ركب الشعوب أو في موقع حامل الراية في الجيوش القديمة، تقود الرأي العام وتذكي النفوس بالحماس وتدفع الى دمائها الضجيج، من أجل رفع الروح المعنوية وإثارة الحماسة في نفوس الناس.
ولاحقاً استخدمت الأنظمة تلك الفنون وأخضعتها لإرادتها ولتكون بوقاً دعائياً يمجد الرئيس ويمتدح النظام، وبالذات في النظم العسكرية التي تريد أن تؤكد شعبيتها وشرعيتها فتغرس في نفوس مواطنيها عبارات التفخيم لها من خلال أفواه الفنانين والشعراء بما يشبه فرض تلك الزعامات على شعوبها.
الآن الوضع ربما يبدو مختلفاً شيئاً ما، فالنظم العسكرية تهاوت أو انها فقدت مشروعها التضليلي وانفضحت أمام الناس، ولم تعد دعايتها تنطلي على أحد. هذا من جانب، أما من جانب آخر فإن ما كانت تعرف بالقضايا الوطنية أو القومية، فقد انحسرت، وصارت القضية الوطنية قضية محلية خاصة بالشعب نفسه، فالقضية الوطنية الكويتية ـ مثلا ـ تختلف عن القضية الوطنية المغربية، وكذلك فإن القضايا القومية خرجت من الدهاليز وباتت عارية تحت شمس الحقيقة، حتى تفتتت وانشطرت الى جزيئات صغيرة، ما خمد معه ما كان يسمى بالحس القومي، فالقضية الفلسطينية ـ على سبيل المثال ـ صارت قضايا فلسطينية، قضية حماس، وقضية فتح، والجهاد، والصاعقة، والشعبية، والحبل على جرار الدماء الفلسطينية، واشتعلت حروب فلسطينية ـ فلسطينية، ما أفقد تلك القضية الاجماع القومي حولها.
أما عن دور الفن والأدب، فلابد أن يتغير، والمبدعون الذين أبدعوا الغناء والشعر والفن الحماسي من أجل تجييش النفوس، ادوا رسالتهم لوجود ظروف موضوعية تقتضي ذلك، حيث كان النصر يداعب الأخيلة والأحلام والعقول والنفوس العربية، وكانت اسرائيل عدوا صارخا وصارما ولابد من التوحد في سبيل محاربته، لذلك جاءت القصائد والأغنيات الحماسية ـ آنذاك ـ وحققت أهدافها، من حيث تجييش النفوس وإثارة حماستها، ولكنها تحطمت على صخرة الهزائم والانكسارات، لذلك لابد ان ينحى مبدعو العصر الراهن منحى سلميا في غنائهم وقصائدهم، يتغنون فيه بالسلام والبناء والحب والتآخي، وهي متطلبات واقعية تجاري العصر ووقائعه، أما الانحباس داخل الغناء الوطني الحماسي الأجوف فهو رسالة تدميرية أخرى نضيفها الى وسائل التدمير السياسية والعسكرية.
اقرأ أيضاً