أعادتني تغريدة الشيخ محمد بن راشد رئيس وزراء دولة الإمارات العربية المتحدة وحاكم دبي، عن إنشاء تلفزيون الكويت من دبي، أعادتني خمسين عاما إلى الوراء.
نصف قرن انقضى على تلك الولادة التلفزيونية التي تعتبر الثالثة في دول الخليج بعد تلفزيوني الكويت والسعودية ليأتي تلفزيون دبي الذي أنشأته الكويت ثالث تلفزيون في المنطقة.
ولي أنا شخصيا علاقة مباشرة بذلك التلفزيون بحكم عملي فيه لفترات متقطعة.
هذا التلفزيون أنشأته الكويت ليكون منصة إعلامية ومنارة ثقافية وترفيهية لإمارات الخليج العربي، لذلك فهي استقدمت بعض شبان الإمارات لتدريبهم على العمل التلفزيوني كمذيعين ومخرجين وفنيين.
وبحكم عملي في الإذاعة والتلفزيون في الكويت فقد تعرفت على بعضهم ثم زاملتهم بعد انطلاق العمل بتلفزيون دبي وأذكر منهم أحمد قاسم كمذيع وعبدالله درويش كمخرج وسلطان السويدي كمخرج أيضا.
بعد عودتي من إجازتي الصيفية سبتمبر عام 1969 كلفت بالسفر إلى دبي لتسلم عملي هناك لفترة أسبوعين.
وهذا ما حدث غادرت إلى دبي وكان سبقني إليها الزميل المرحوم محمد الراشد الذي عاد بمجرد وصولي إلى دبي.
واستمر نظام المناوبة بيننا كمذيعين بحيث يتسلم العمل في تلفزيون دبي أحدنا لمدة أسبوعين ثم يأتي من ينوب عنه وهكذا.
وتعددت مرات ذهابي إلى دبي وربما زادت على خمس على مدى عامين تقريبا وحتى تم استقلال الإمارات وتوحدها في دولة واحدة هي دولة الإمارات العربية المتحدة.
كان مبنى التلفزيون يبعد عن الطريق الموصل بين إمارتي دبي والشارقة، ما يقل عن كيلومتر واحد، وكان مبنى صغيرا مكونا من طابق واحد.
وكنا نتلقى المواد الإخبارية والفنية من التلفزيون الأم في الكويت لذلك كانت أخبارنا المصورة تتأخر يوما، إلا في يوم واحد أتذكره جيدا لأنني كنت أنا مذيع الأخبار تلك الليلة، وهو يوم وفاة الرئيس المصري الأسبق جمال عبدالناصر، حيث تمكن الفريق الفني من تسجيل ما كان يبثه تلفزيون الكويت لأن الطقس في ذلك اليوم كان مناسبا لجعل صورة البث واضحة.
أما الأخبار المحلية التي تحدث في الإمارات فيقوم مصورو تلفزيون الكويت من دبي بتصويرها سينمائيا وإرسالها إلى الكويت ليتم تحميضها وإعادة إرسالها إلى دبي ليتم بثها.
ذكريات كثيرة وجميلة ربما أعود إليها في مقالة لاحقة.
[email protected]