Note: English translation is not 100% accurate
من يطفئ النيران؟
الثلاثاء
2006/9/19
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1536
بقلم : صالح الشايجي
ما كدنا نهدأ ونطفئ نيران «الرسومات الدنماركية» التي اشعلت النفوس والمدن الاسلامية، حتى اشتعلت حرب النفوس المسلمة من جديد، بسبب تناول بابا الفاتيكان للاسلام بصورة سلبية كانت محل ادانة المسلمين، نخبهم وقممهم قبل قواعدهم وعامتهم.
واذا كان من السهولة وصف الرسام الدنماركي بالجهل بالاسلام والطيش والنزق، فإنه يصعب بل ويستحيل ايجاد الاعذار للبابا بما يمثله من مكانة دينية في العالم المسيحي، قوائم تلك المكانة الثقافة والاطلاع على ثقافات العالم واديانه، وعلى رأسها الاسلام الذي لا يجهله «البابا» بل انه درسه وفهمه بفروعه كافة وبتواريخه وحوادثه وعلمائه، لذلك كان الاستغراب بل والاستهجان اللذان اعقبا تصريحات «البابا» وآراءه عن الاسلام. ولعلها المرة الاولى التي تطل فيها مرجعية دينية كبيرة، بحجم بابا الفاتيكان بمثل هذا الوجه الملتبس عن دين من الاديان السماوية، وربما غير السماوية.
من حق «البابا» او اي مرجع آخر مهاجمة او رفض سلوكيات بعض المسلمين وافعالهم، بل ونحن نسبقهم في ادانة اي تصرف مشين واستهجانه حتى وان كان الفاعل فيه مسلما، وهذا حدث في تفجيرات واشنطن ونيويورك ولندن ومدريد، لكن ان يبلغ الامر تشويه الاسلام او التشكيك فيه، فذلك ما هو مرفوض ومستهجن، فإذا كان بعض المسلمين الشاذين اساءوا للاسلام بتصرفاتهم، فهذا ليس مبررا للطعن في الاسلام، لان الاسلام كدين ليس خاصا بالمسلمين بل هو دين للبشرية كلها، شأنه شأن بقية الاديان السماوية التي حملت التعاليم الاساسية نفسها، فليس مقبولا ـ مثلا ـ مهاجمة المسيحية او اليهودية بسبب ارتكاب بعض اليهود او المسيحيين لافعال غير مقبولة، لان الاديان ثوابت ومعتنقيها متغيرون، منهم الصالح ومنهم الطالح.
اقرأ أيضاً