Note: English translation is not 100% accurate
عن مصر أتحدث (2 ـ 4)
الاثنين
2006/9/25
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 2214
بقلم : صالح الشايجي
بين موتين كبيرين، وصلت الى مصر الموت الأول موت نجيب محفوظ، ملك الرواية، أو هكذا زعم النقاد، ولم ترض «صافيناز كاظم» بذلك التوصيف للراحل، لا رجما لعبقريته القصصية، بل رفضا لتزلف النقاد الذين غيبوا اسماء عديدة في عالم الرواية المصرية بدءاً من «جورجي زيدان» مروراً بـ «محمد فريد أبو حديد» و«محمد عبدالحليم عبدالله» و«محمد حسين هيكل» و.. و.. والموت الثاني موت «فؤاد المهندس» الذي حاز في سنوات طوال ثلث نساء العالم من خلال اقترانه بـ «شويكار».
المصريون اوفياء لموتاهم، يقدرونهم ويعلون قدرهم، لانهم مدركون ان مصر بأبنائها، وأن نجيب محفوظ وفؤاد المهندس، هما من الذين ساهموا في وضع مصر على خارطة الذاكرة الإنسانية، لذلك خرجوا حاملين احزانهم بالموت الكبير، وهكذا يفعل الاعلام المصري، يجلل موتى مصر الكبار بالذكرى التي يستحقونها.
ولان مصر تحزن لموتاها، فهي لا ترتهن الى الحزن ولاتجعل منه وتداً يعيق سيرها، لأن كل من يموت من عظمائها، ثمة آلاف يعوضون فقدانه.
الساحات في مصر لا تخلو طويل وقت، وقافلة الموت المصري حصدت كثيرين وشيعت جثامينهم وألحدتهم في أرضها، ولكن لم يمت الفن المصري الضاحك بوفاة نجيب الريحاني ولا من تبعه في قافلة الضحك والموت، بل خرج من مصر آخرون ساروا على الدرب ذاته، لأن خميرة مصر متجذرة، تمنح الحياة ما تريده هذه الحياة، وكذلك مات كبارها في ازمنة مختلفة، مات العقاد وطه حسين وأم كلثوم وعبدالوهاب وعديد عديد في كل «كار».
ولكن مصر لا تنسى أن تنجب البدائل.
والى الغد
اقرأ أيضاً